الثلاثاء 1447/04/22هـ (14-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الإمارات العربية المتحدة » مرئي » الطعام » طبق الهريس.. رحلة من المطبخ الخليجي إلى قائمة اليونسكو

طبق الهريس.. رحلة من المطبخ الخليجي إلى قائمة اليونسكو

 

يُعدّ الهريس طبقًا شعبيًا تقليديًا، له مكانة خاصة في المطبخ الخليجي، حيث يتكون من حبوب القمح، واللحم، والسمن، ويُعتبر وجبة أساسية على الإفطار، والعشاء، خاصة في المناسبات الكبرى، ويُقدّم في أطباق كبيرة، يتجمع حولها الأفراد، ليشاركوا في تناوله، في جو من الألفة، والمحبة، فما هو إلا تعبير عن التضامن، والوحدة الاجتماعية، ويتناولونه باستخدام الإبهام، والسبابة، وهم جالسون على ركبة واحدة، حسب العادات والتقاليد القديمة، وهذا يُضفي على الوجبة طابعًا فريدًا.

لا تكتمل المآدب الخليجية بدون طبق الهريس، خاصة في شهر رمضان المبارك، حيث يُعتبر طبقًا رئيسيًا على مائدة الإفطار، ويُقدّم كبادرة كرم للضيوف في مختلف المناسبات الاجتماعية، فوجوده يُعتبر علامة على الضيافة، والجود، والترحيب، ويُجسّد كرم أهل الخليج، وأصالتهم، في تقليد توارثته الأجيال.

تُنتقل طرق إعداد الهريس، ومشاركته، بشكل غير رسمي، من جيل إلى جيل، عبر الملاحظة، والممارسة، فغالبًا ما يشارك الأطفال، والشباب، في إعداد الطبق، ويتعلمون من كبار السن أسرار المهنة، مما يُسهم في الحفاظ على هذا التراث، ونقله إلى الأجيال القادمة، وهذا يُعزّز الروابط الاجتماعية، والثقافية، بين أفراد المجتمع، ويُحافظ على هويتهم، وتراثهم.

الهريس.. من مائدة الخليج إلى قائمة التراث العالمي

يُظهر طبق الهريس أهمية كبيرة في المناسبات الاجتماعية، فهو يُقدّم في الأعراس، والعزاء، والاحتفالات الوطنية، وهذا يُؤكد على قيمته الرمزية، ودوره في تعزيز الروابط الأسرية، والاجتماعية، فالمكان الذي يُقدّم فيه الهريس، يتحول إلى منتدى للتواصل، وتبادل الآراء، والأخبار، في أجواء من الألفة، والمحبة.

في عام 2023، تمّ إدراج طبق الهريس في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، في عُمان، والسعودية، والإمارات، وهذا الاعتراف الدولي يُؤكد على القيمة الثقافية، والاجتماعية لهذه العادة، وضرورة الحفاظ عليها، وصيانتها، لتبقى رمزًا حيًا لروح الكرم، والضيافة، والتسامح في المجتمع الخليجي، وجسرًا للتواصل بين الأجيال.

طبق الهريس ليس مجرد وجبة، بل هو قصة، وحكاية، وتاريخ، فهو يُجسّد روح التعاون، والوحدة، فإعداده، وتناوله، يُعتبران جزءًا من طقس اجتماعي، يُعزّز الروابط بين الأفراد، والجماعات، وهذا يجعل الحفاظ عليه مسؤولية مشتركة بين الأفراد، والمؤسسات، والحكومة.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار