الخميس 1447/03/12هـ (04-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الجزائر » مرئي » الآثار » ضريح تينهنان في تمنراست شاهد على الإرث الأمازيغي القديم

ضريح تينهنان في تمنراست شاهد على الإرث الأمازيغي القديم

 

يمثل ضريح تينهنان في ولاية تمنراست بالصحراء الكبرى معلماً أثرياً بارزاً يروي جانباً مهماً من تاريخ الجزائر، ويُعرف بأنه المدفن الملكي للملكة الأمازيغية تينهنان، التي تُعد رمزاً للقيادة النسائية في العصور القديمة، وقد أدرج الموقع في القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو نظراً لقيمته التاريخية.

يتميز الضريح بتصميم معماري ضخم بُني فوق تحصينات رومانية تعود إلى عصر الإمبراطور أغسطس، وهو ما يعكس تفاعلاً حضارياً بين الثقافات المحلية والرومانية في تلك الحقبة، ويُجسد الضريح بذلك مكانة المملكة النوميدية ودورها في رسم معالم المنطقة خلال العصور القديمة.

يقع الضريح في قلب الصحراء الكبرى، وهو ما يضيف إلى قيمته بعداً جغرافياً فريداً، حيث يعكس موقعه العزلة المهيبة التي ارتبطت بالملوك والأمراء في الماضي، ويُعد اليوم أحد أهم المعالم الأثرية التي تستقطب الزوار من داخل الجزائر وخارجها للتعرف على تاريخ الأمازيغ.

ضريح إيمدغاسن.. سر أمازيغي عمره 2300 سنة يجذب السياح للجزائر

تكشف الآثار المكتشفة في الموقع عن تفاصيل مهمة من حياة الملكة تينهنان، حيث عُثر على مجوهرات وأدوات شخصية تُظهر مستوى الرفاهية والذوق الفني الذي ساد في تلك الفترة، وتُسهم هذه المكتشفات في توثيق ملامح الحضارة الأمازيغية ومكانة المرأة القيادية داخلها.

ويُعتبر ضريح تينهنان جزءاً من منظومة الأضرحة الملكية النوميدية والموريطنية التي تنتشر في شمال إفريقيا، وهو ما يعزز قيمته التاريخية ويضعه في سياق أوسع يربط بين الحضارات المتعاقبة، ويُظهر الدور المحوري للجزائر كجسر بين الشرق والغرب عبر القرون.

الجهود المحلية المبذولة ساعدت على الحفاظ على الضريح وصونه من عوامل الزمن، حيث يتم تنظيم فعاليات ثقافية وسياحية في تمنراست للتعريف بالموقع وتاريخه، وهو ما ساهم في تعزيز مكانته كوجهة سياحية وأثرية تُمثل مزيجاً من التاريخ والثقافة.

زيارة ضريح تينهنان لا تُعد مجرد جولة أثرية بل تجربة ثقافية متكاملة، إذ تمنح الزائر فرصة للتعرف على التاريخ الأمازيغي العريق في قلب الصحراء الكبرى، كما تعكس رحلة عبر الزمن إلى ماضٍ ملكي مجيد ترك بصمته في الذاكرة الإنسانية.

ويُجسد الضريح اليوم رمزاً للإبداع الأمازيغي وروح القوة التي تميزت بها الملكة، فهو يربط الماضي بالحاضر في مشهد حضاري متكامل، ويُبرز الدور المهم للجزائر في حفظ التراث الإنساني والتعريف به على المستويين الإقليمي والدولي.

المصدر: العين الإخبارية

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار