الثلاثاء 1447/04/01هـ (23-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المغرب » مرئي » الآثار » ضريح السعديين في مراكش.. روضة ملكية منسية تعود للحياة بفضل فن العمارة الإسلامية

ضريح السعديين في مراكش.. روضة ملكية منسية تعود للحياة بفضل فن العمارة الإسلامية

في قلب القصبة التاريخية بمدينة مراكش المغربية، تقع أضرحة السعديين، وهي عبارة عن مجموعة من المقابر الملكية، التي تُعدّ من أروع المعالم الأثرية في المدينة، ويعود تاريخ إنشاء هذه الأضرحة إلى عام 1557، على يد سلطان الدولة السعدية عبد الله الغالب، الذي أراد أن تكون هذه المقبرة مكانًا لدفن حكام السلالة السعدية، وأفراد عائلاتهم.

تمّ توسيع الأضرحة بشكل كبير في عهد السلطان أحمد المنصور الذهبي، الذي حكم من عام 1578 حتى وفاته عام 1603، وقد كان هذا السلطان مهتمًا بالفن والعمارة، فقام بتحويل المكان إلى تحفة فنية، تضمّ عددًا من القبور الفخمة، والمزخرفة، التي تُظهر براعة المعماريين، والحرفيين المغاربة في تلك الفترة.

تُعرف الأضرحة بجمالها المعماري، فهي تتميّز بالنقوش الجصية المعقدة، والأبواب الخشبية المنقوشة، والفسيفساء الملونة، التي تُغطّي الجدران والأرضيات، فكل زاوية في الأضرحة تحكي قصة عن الفن الإسلامي، وتُظهر مدى اهتمام السلاطين السعديين بجماليات العمارة.

افضل 3 انشطة في قبور السعديين مراكش - المسافرون العرب

ظلت الأضرحة مخفية ومغلقة لقرون طويلة، حتى أُعيد اكتشافها في عام 1917، عندما تمّ العثور عليها بالصدفة، فأُعيد فتحها للجمهور، وأصبحت منذ ذلك الحين مقصدًا سياحيًا رئيسيًا، يجذب إليه الزوار من جميع أنحاء العالم، للتعرف على تاريخ الدولة السعدية، وتقدير فنونها المعمارية.

بفضل قيمتها التاريخية والفنية، تمّ إدراج ضريح السعديين ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1985، كجزء من مدينة مراكش، وهذا الإدراج يؤكّد على أهمية الموقع، وضرورة الحفاظ عليه، وصيانته، ليبقى شاهدًا على عظمة الحضارة المغربية.

تُقدم أضرحة السعديين فرصة فريدة للزائرين، للتجول في مكان هادئ، ومُعبّر، يجمع بين الجمال المعماري، والروحانية، فالمكان لا يمثّل مجرد مقبرة، بل هو متحف حيّ يروي قصة تاريخ وحضارة، ويُبرز دور مراكش كمدينة عالمية للتراث والثقافة.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار