الجمعة 1447/02/21هـ (15-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » اليمن » مرئي » المعالم التاريخية » صنعاء القديمة وجهة مفتوحة للباحثين في التاريخ والعمارة والسياحة الثقافية

صنعاء القديمة وجهة مفتوحة للباحثين في التاريخ والعمارة والسياحة الثقافية

تحتفظ مدينة صنعاء القديمة بمكانتها التاريخية والثقافية كواحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم ، وتضم معالم معمارية وأثرية لا تزال قائمة حتى اليوم ، رغم التحديات التي مرت بها البلاد في السنوات الأخيرة ، حيث أُدرجت المدينة على قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1986 لتوثيق مكانتها كمدينة فريدة تعكس ملامح العمارة اليمنية القديمة.

التراث الشعبي المادي لمدينة صنعاء القديمة - الثقافة الشعبية

تتميز صنعاء القديمة بمبانيها الطينية التي تمتد عموديًا لعدة طوابق ، وتتزين واجهاتها بنقوش بيضاء ونوافذ خشبية تقليدية ، ويشكل هذا النمط العمراني نموذجًا متكاملًا للتكيف مع المناخ المحلي ومتطلبات المعيشة الحضرية في العصور القديمة ، وتنتشر هذه المباني على جانبي الأزقة الضيقة التي تحافظ على نسق المدينة المتوازن منذ مئات السنين.

تشكل الأسواق أحد أبرز معالم المدينة ، حيث لا يزال سوق الملح وسوق البهارات يشهدان حركة تجارية نشطة ، وتعرض المتاجر القديمة سلعًا محلية تشمل التوابل والبخور والمنسوجات التقليدية ، بينما تتوزع الورش الحرفية بين أركان الأسواق لصناعة السيوف والخناجر والمجوهرات وأدوات الطهي ، وهو ما يعكس استمرار التقاليد اليومية في الحياة الاقتصادية والثقافية للسكان.

وتُحيط المدينة القديمة أبواب أثرية تعود إلى قرون ماضية ، مثل باب اليمن وباب شعوب وباب السبحة ، وتُستخدم هذه الأبواب اليوم كمداخل رئيسية تربط الأحياء القديمة بالمناطق الحديثة ، ويفتح كل باب على مشهد معماري مختلف يحمل بصمة تاريخية تعكس المراحل المتعاقبة من التطور الحضري.

وتضم المدينة العديد من المساجد التي تعود لعصور إسلامية مبكرة ، مثل جامع الأبهر وجامع البكيرية ، وتتميز هذه المساجد بقبابها المزخرفة ومآذنها المزينة بزخارف حجرية ، فيما تنتشر السماسر القديمة في قلب المدينة كمراكز تجارية وإيوائية كانت تستخدم لاستقبال التجار والمسافرين في الماضي.

مدينة صنعاء القديمة: تاريخ حي تحت التهديد - مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية

واجهت المدينة تهديدات متعددة في السنوات الأخيرة بسبب الصراع المسلح والإهمال العمراني ، وتعرضت عدة مبانٍ للانهيار أو التلف نتيجة غياب أعمال الصيانة ونقص التمويل ، وتسعى بعض المبادرات المحلية بدعم دولي لإطلاق مشاريع ترميم تعتمد على الأيدي العاملة المحلية والخبرات التراثية في البناء بالطين والجص والنقش اليدوي.

وتحظى المدينة باهتمام من المتخصصين في العمارة والتراث ، حيث أسهمت المهندسة اليمنية حربية الحميري في توثيق معالمها والتوعية بأهمية حمايتها ، كما شجعت مشاريع محلية على تنظيم ورش تدريب للحرفيين الشباب بهدف إحياء تقنيات البناء القديمة وضمان استمرار نقل المعارف بين الأجيال.

وتُعد صنعاء القديمة اليوم وجهة مفتوحة للباحثين في التاريخ والعمارة والسياحة الثقافية ، وتواصل رغم الظروف دورها كمصدر إلهام في الحفاظ على هوية المدن التاريخية في الوطن العربي.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار