السبت 1447/03/14هـ (06-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » البحرين » سوق أهراس مدينة جزائرية تجسد التراث النوميدي والثقافة الشاوية

سوق أهراس مدينة جزائرية تجسد التراث النوميدي والثقافة الشاوية

تُعد سوق أهراس، التي عُرفت قديماً باسم طاغاست، واحدة من أبرز المدن التاريخية في منطقة الأوراس، حيث أسسها الرومان في شمال إفريقيا، وسُجلت في القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو تقديراً لقيمتها التراثية الفريدة، كما تمتد جذور المدينة إلى عصور ما قبل التاريخ، وتشهد آثارها على تأثيرات الحضارات النوميدية والرومانية، بينما أضافت الفتوحات الإسلامية طابعاً معمارياً وثقافياً مميزاً عزز من هوية المدينة.

تُعرف سوق أهراس أيضاً بكونها مسقط رأس القديس أوغسطين الذي ترك إرثاً فكرياً ودينياً جعل المدينة مركزاً ثقافياً عالمياً، إذ ارتبطت شخصيته بتاريخها وأكسبتها بُعداً فكرياً بارزاً، إلى جانب ذلك كانت المدينة موطناً للقائد النوميدي تاكفريناس الذي قاد مقاومة شرسة ضد الرومان، ما يعكس دورها التاريخي كمركز للصمود والمقاومة منذ القدم.

في التاريخ الحديث، برزت سوق أهراس خلال الثورة الجزائرية الكبرى، حيث شهدت معركة حاسمة أكدت مكانتها كرمز من رموز النضال الوطني، وهو ما جعلها تُسجل في ذاكرة الجزائريين كمدينة صامدة تحتفظ بذكريات المقاومة والتضحية من أجل الحرية والاستقلال.

السياحة في سوق أهراس‎: أفضل ما في سوق أهراس‎, الجزائر لعام 2025 - Tripadvisor

تتميز المدينة بثقافتها الأمازيغية والشاوية، حيث تُبرز اللهجة الشاوية هوية سكانها، بينما تعكس العادات والتقاليد المتوارثة تراثاً ثقافياً متجذراً، كما تحتضن سوق أهراس تراثاً موسيقياً أندلسياً أصيلاً، حيث تعد الموسيقى الشعبية جزءاً من نسيجها الاجتماعي، وتجذب الفنون المحلية الزوار من داخل الجزائر وخارجها لما تحمله من رموز الأصالة والهوية.

المطبخ المحلي في سوق أهراس يُشكل بدوره جزءاً من التراث، إذ تتميز أطباقه بتنوعها مثل الكسكسي والشخشوخة والتريدة والبركوكس، وهذه الأكلات تعكس التداخل بين الثقافات الأوراسية وتُبرز غنى الموروث الغذائي للمنطقة، وهو ما يجعل تجربة زيارة المدينة متكاملة بين التاريخ والثقافة والحياة اليومية.

على الصعيد الطبيعي، تحتضن المدينة محمية عين الزانة التي تُعد واحدة من أجمل المحميات الطبيعية في الأوراس، إذ تتميز بتنوعها البيولوجي وغاباتها الكثيفة التي تُجسد الطبيعة الفريدة للمنطقة، كما عُرفت سوق أهراس قديماً بكونها ملجأً للأسود، وهو ما منحها لقب “سوق الأسود”، مما يعكس غنى نظامها البيئي وتنوعها الطبيعي الذي يُشكل عنصراً أساسياً في جاذبيتها السياحية.

تسعى الجهود المحلية حالياً إلى الحفاظ على تراث سوق أهراس عبر تنظيم فعاليات ثقافية تُبرز قيمتها التاريخية والفنية، وتعمل على تعزيز مكانتها كوجهة سياحية، لتبقى المدينة شاهدة على التعددية الثقافية والهوية الجزائرية، حيث تمنح زيارة سوق أهراس تجربة غنية تجمع بين التاريخ والفكر والطبيعة.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار