اكتشف علماء الآثار منطقة سقارة باعتبارها موقعاً رئيسياً لمدافن قدماء المصريين، وتقع هذه المقابر بالقرب من العاصمة القديمة ممفيس، وتتميز بتنوعها بين أهرام كبيرة وصغيرة ومقابر منحوتة في الصخر، وقد أدرجت ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1979، كجزء من ممفيس ومقبرتها – منطقة الأهرام من الجيزة إلى دهشور، وتوفر سقارة صورة واضحة لتطور العمارة الجنائزية عبر العصور المصرية القديمة.
تضم المنطقة أهراماً مرموقة أبرزها هرم زوسر المدرج الذي يمثل نقطة تحول في تصميم المقابر الملكية، كما تحتوي على مقابر نخبوية تحمل نقوشاً وزخارف تصور الحياة اليومية والطقوس الدينية، وتعكس المهارة الهندسية والمعمارية للمصريين القدماء، وتتيح للباحثين دراسة الأساليب الفنية والرموز الدينية التي شكلت جزءاً أساسياً من ثقافة المجتمع القديم.
تستقطب سقارة السياح والباحثين من مختلف أنحاء العالم المهتمين بالتاريخ والآثار، وتقدم فرصة لفهم الحياة الاجتماعية والسياسية في مصر القديمة، وتعد المقابر الملكية والجنائزية شاهداً على التقاليد والطقوس الجنائزية، كما تمثل أداة مهمة لدراسة تطور الديانة المصرية القديمة والممارسات المرتبطة بالآخرة، ويستمر العمل الأثري فيها للكشف عن مزيد من الأسرار المخفية تحت الرمال.
تحافظ سلطات مصر على الموقع من خلال برامج الترميم والحماية، وتعمل على تطوير البنية التحتية السياحية لتسهيل زيارة الباحثين والسياح، كما تساهم الجهود الدولية في الحفاظ على النقوش والمقابر من عوامل التآكل، ويعد إدراج الموقع ضمن التراث العالمي حافزاً لتعزيز الوعي التاريخي والثقافي، ويشكل منصة للتعاون بين المؤسسات المحلية والدولية في مجال البحث العلمي والترميم.
تعكس سقارة قدرة الحضارة المصرية القديمة على الجمع بين الجوانب الدينية والهندسية والفنية في تصميم المقابر، كما تعكس أهمية موقع ممفيس كمركز سياسي وديني، وتبرز المنطقة كنموذج حي للابتكار والتخطيط العمراني الجنائزي، ويؤكد الحفاظ على سقارة استمرار التقدير الدولي للتراث المصري، ويعطي للزوار فرصة مباشرة للتفاعل مع التاريخ العريق الذي يشهد على براعة المصريين القدماء وإرثهم الثقافي العميق.
المصدر: اليونسكو