الثلاثاء 1447/04/01هـ (23-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المغرب » غير مرئي » المعالم التاريخية » رقصة تاسكيوين العسكرية تحافظ على التراث الثقافي المغربي الغربي

رقصة تاسكيوين العسكرية تحافظ على التراث الثقافي المغربي الغربي

تستعرض رقصة تاسكيوين التراث العسكري والثقافي لجبال الأطلس الكبير الغربي، حيث تُعد من الممارسات التقليدية التي توارثتها الأجيال، وتستمد اسمها من أداة “القُرْنَة” التي يحملها جميع المشاركين.

وتتم الرقصة بهز الأكتاف على إيقاع الدفوف والمزامير، وتعتبر من الرموز المميزة للهوية الثقافية المحلية، لكنها اليوم محدودة الانتشار ومهددة بالزوال بسبب عزوف الشباب عن ممارسة التراث التقليدي وتراجع المهارات الحرفية اللازمة لأدائها، مما دفع إلى توثيقها وحفظها من الاندثار.

ويشير الخبراء إلى أن الرقصة كانت تمثل تدريباً عسكرياً تقليدياً، إذ استخدمت لإظهار الانضباط والقوة بين المجتمعات المحلية في الماضي، كما كانت وسيلة للاحتفال بالنصر والتلاحم الاجتماعي بين القبائل، وما زالت تحافظ على مكانتها كشكل فني يعكس روابط الجماعة والتقاليد العريقة، ويظهر كيف تداخلت الثقافة العسكرية بالأنشطة الاحتفالية، ويتيح فهم كيفية انتقال المعرفة التقليدية من جيل إلى آخر ضمن سياق اجتماعي محدد.

رقصة "تسكوين" الأمازيغية من مجرد فولكلور إلى تراث لامادي لدى "اليونيسكو"

ويؤكد الباحثون على أهمية إنشاء الجمعيات والمبادرات الثقافية خلال العقدين الأخيرين للحفاظ على رقصة تاسكيوين، حيث ساهمت هذه الجمعيات في التدريب ونقل المهارات إلى الأجيال الجديدة، كما نظمت عروضاً وورش عمل لتشجيع المشاركة المجتمعية، ما ساعد في الحفاظ على التراث الحي للرقصة، ويبرز الدور الكبير للمجتمع المحلي في حماية التراث الثقافي غير المادي، ويشكل نموذجاً للتفاعل بين الحفاظ على الهوية الثقافية والابتكار في استدامة الممارسات التقليدية.

ويعد إدراج رقصة تاسكيوين في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي عام 2017 خطوة أساسية لتعزيز الوعي الدولي بقيمتها، إذ يسلط الضوء على التحديات التي تواجه الحفاظ على الممارسات التقليدية، ويؤكد على دور التراث في تعزيز الانتماء المحلي والهوية الوطنية، ويعطي فرصة للباحثين والزوار لاكتشاف العلاقة بين الثقافة العسكرية والفنون الشعبية في المغرب، كما يساهم في ربط التراث المحلي بالمشهد الثقافي العالمي.

ويضيف خبراء التراث أن الرقصة لا تقتصر على الجانب الفني فحسب، بل تحمل دلالات اجتماعية وتعليمية، إذ تعلم الانضباط والصبر والتعاون بين المشاركين، وتربط الشباب بالهوية التاريخية والثقافية لمنطقتهم، وتوفر فرصة للتفاعل بين الأجيال من خلال التدريب والممارسة، ما يجعلها أداة فعالة لنقل المعرفة التقليدية والحفاظ على الروابط المجتمعية.

ويشدد المجتمع المحلي والباحثون على أن الحفاظ على رقصة تاسكيوين يتطلب دعم المؤسسات التعليمية والثقافية لتعليم المهارات التقليدية، وإشراك الشباب في فعاليات التراث، وإنشاء برامج توثيق مستمرة، كما يشجع ذلك على تعزيز السياحة الثقافية المستدامة في جبال الأطلس الكبير الغربي، ويضمن استمرار هذه الممارسة المميزة كجزء من الهوية الثقافية المغربية.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار