الأحد 1447/03/15هـ (07-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المملكة العربية السعودية » غير مرئي » المعالم التاريخية » رقصة المزمار .. موروث ثقافي ورمز للهوية الوطنية والذاكرة الشعبية في الحجاز

رقصة المزمار .. موروث ثقافي ورمز للهوية الوطنية والذاكرة الشعبية في الحجاز

 

تجسد رقصة المزمار موروثًا ثقافيًا عريقًا في منطقة الحجاز، وتواصل حضورها في المناسبات الاجتماعية والوطنية لتكون علامة فارقة تعكس أصالة المجتمع، وتمنح المشاركين والزوار تجربة فنية متكاملة تجمع بين الإيقاع والحركة والأهازيج الشعبية، وتبرز مكانة التراث السعودي في المحافل المحلية والعالمية.

اليونسكو تضم مزمار الحجاز لقائمة التراث الثقافي

يشارك في الرقصة عشرات الرجال الذين يتراوح عددهم بين خمسة عشر ومئة رجل، ويصطفون في صفين متقابلين يصفقون ويرددون أهازيج البطولة والشجاعة، بينما يتقدم رجلان بالعصي في وسط الساحة ليؤديا حركات متناسقة على وقع الطبول، في مشهد يثير الحماس ويمنح العرض طابعًا متفردًا يرسخ القيم التقليدية.

تعكس الرقصة قيم المجتمع الحجازي المتمثلة في الكرم والفخر والانتماء، كما تشكل وسيلة للتعبير عن الشجاعة والتكاتف بين الأفراد، وتُعد بمثابة مساحة يلتقي فيها الجيل الجديد بتراث الأجداد، حيث يتوارث الأبناء الأهازيج والحركات من كبار السن، في عملية نقل معرفي تحفظ للفن الشعبي استمراره عبر الزمن.

حازت رقصة المزمار على اعتراف عالمي عندما أدرجتها منظمة اليونسكو عام 2016 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، وهو إنجاز رسخ مكانتها كجزء من الإرث العالمي، وعزز جهود المملكة في إبراز تنوعها الثقافي، وإيصال فنونها الشعبية إلى جمهور واسع خارج حدودها.

تتميز الرقصة بإيقاعاتها القوية التي يقودها الطبل، حيث يخلق صوت الإيقاع أجواءً نابضة بالحيوية تجذب الجمهور وتشد انتباه الزوار الذين يجدون فيها فرصة لاكتشاف جانب من الهوية الحجازية الأصيلة، كما أن التفاعل الجماعي بين المشاركين والمتفرجين يمنح الاحتفالية طابعًا اجتماعيًا متكاملًا.

أهازيج #المزمار في فنون أهل #الحجاز #الطائف #جدة #مكة تعرف عليها - غرب الإخبــارية

تسعى الجهات الثقافية السعودية إلى دعم رقصة المزمار من خلال تنظيم مهرجانات وفعاليات تعريفية، وتوفير برامج تعليمية للشباب تُمكنهم من إتقان الحركات والأغاني، إضافة إلى المشاركة في معارض دولية للتعريف بها كرمز يعكس تنوع التراث الوطني، وهو ما يعزز حضور المزمار في المشهد الثقافي العالمي.

تمثل الرقصة جسرًا يربط الماضي بالحاضر، وتبقى شاهدًا على حيوية المجتمع الحجازي وقدرته على الحفاظ على أصالته، كما تؤكد على أهمية الفنون الشعبية في تعزيز الانتماء الوطني، ومنح الأجيال الجديدة وعيًا أكبر بقيمة ما ورثوه من ثقافة، ليظل المزمار علامة بارزة في الاحتفالات وذاكرة لا تنفصل عن وجدان أبناء المنطقة.

المصدر: سعودينيا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار