السبت 1447/04/26هـ (18-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » السودان » مرئي » الملابس » خيطٌ من الزمنِ لا ينقطعُ.. التوبُ السودانيُّ يُصارعُ الألبسةَ السريعةَ ليحكيَ تاريخَ أمةٍ بأكملِها

خيطٌ من الزمنِ لا ينقطعُ.. التوبُ السودانيُّ يُصارعُ الألبسةَ السريعةَ ليحكيَ تاريخَ أمةٍ بأكملِها

حافظت النساء السودانيات على الثوب السوداني منذ قرون، وجعلنه رمزًا لهويتهن وثقافتهن، وأصبح جزءًا من المناسبات الاجتماعية والأعراس، ويعكس الفخر والانتماء للموروث، رغم انتشار الأزياء العالمية التي اجتاحت الأسواق مؤخرًا.

ابتكر مصممون سودانيون تشكيلات جديدة للثوب، وجعلوه قطعة عصرية تجمع بين التراث والحداثة، وظهرت عروض أزياء حصرية للثوب الأبيض والأسود، ما زاد من شعبيته بين الفتيات من العشرينيات حتى الأربعينيات، حيث يحرصن على اقتناء عدة قطع لمناسبات الزواج والاحتفالات.

تميز الثوب السوداني بأقمشته المتنوعة، من الحرير والتُل والشيفون والبوليستر، إضافة إلى التطريز بالأحجار الكريمة والكريستال، ما يجعله قطعة فخمة وجاذبة للأنظار، وكان ثوب التوتل السويسري الأكثر طلبًا بفضل خامته الممتازة، وتبعه ثوب الراتي الإيطالي الذي نافسه في الجودة والسعر.

بلغ سعره اكثر من 2 مليون جنيه.. إيجي بودكاست تعرض عن قرب قصة أغلى ثوب سوداني مصنوع من الذهب في العالم| فيديو - ايجي بودكاست

ارتبط ارتداء الثوب التقليدي بالمكانة الاجتماعية، فالسيدات المتزوجات يرتدينه مع الحناء، ما يغني عن خاتم الزواج، كما أن اللون الأبيض أصبح رمزًا للمعلمات والموظفات ونساء الحداد، بينما يحتفظ اللون الأحمر المزين بالكريستال والمطرز بطقس الجرتق بمكانته في ليلة العرس لطرد العين وجلب الحظ.

تزايد اهتمام الأجيال الجديدة بالثوب جاء نتيجة جهود المصممات السودانيات، اللواتي أدخلن لمسات عصرية على التصميمات التقليدية، ونجحن في جذب الفتيات المراهقات والشابات للثوب، رغم انغماسهن في الموضة العالمية، وظهور الثوب في المحافل الوطنية والعالمية حافظ على حضوره الثقافي.

ساهمت الحملات النسوية مثل حملة مارس الأبيض في إبراز الثوب الأبيض كرمز للسلام والمساواة، وأظهرت قوة النساء السودانيات في مواجهة التمييز، مما منح الثوب بعدًا سياسيًا واجتماعيًا إلى جانب قيمته التراثية، وعزز وعي الأجيال الجديدة بأهميته الثقافية.

يستمر الثوب السوداني في التطور والتجدد، مع المحافظة على رموزه التقليدية، ما جعله منافسًا للأزياء العالمية، ويعكس قدرة التراث على الصمود أمام التغيرات الثقافية والاجتماعية، كما يوضح الباحث محمد أمين، فالثوب اليوم يجمع بين القيمة التاريخية والجاذبية العصرية، ويعد رمزًا للهوية السودانية الذي ستظل الأجيال القادمة حريصة على ارتدائه.

المصدر: إندبندنت عربية

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار