سجلت السعودية في عام 1442هـ الموافق 2020م عنصر “حياكة السدو” ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو، ضمن ملف مشترك مع دولة الكويت، ويُعد السدو من أقدم الفنون الحرفية التي ظهرت في البيئات البدوية، إذ يعتمد على نسج خيوط الصوف أو وبر الإبل بطريقة يدوية لإنتاج قطع نسيجية ملونة تستخدم في تزيين البيوت وخيام الصحراء، ويتميز هذا الفن الشعبي بتصاميمه الموحدة وألوانه المتناسقة التي تعكس الانسجام مع الطبيعة المحلية والاحتياجات اليومية في حياة البادية.
ويُمارس فن السدو تقليديًا من قبل النساء في المجتمعات البدوية، حيث تتولى النساء عملية الغزل والنسج باستخدام أدوات بسيطة، ويُنسج النسيج على هيئة خطوط هندسية مستقيمة أو متعرجة تتوزع في أنماط متكررة، وغالبًا ما تُستخدم الألوان الزاهية مثل الأحمر والأسود والأبيض، وتُحاك منها مفروشات، وستائر، وحقائب، وأغطية، كما تُستخدم لتغطية الجدران والأرضيات في المنازل أو في تجهيز الخيام، ويُنظر إلى هذه الحياكة بوصفها جزءًا من هوية المرأة البدوية ومهارتها في تحويل المواد الأولية إلى منتجات ذات وظيفة جمالية وعملية.
ويُعبر السدو عن التراث الحي الذي يجسد العلاقة بين الإنسان وبيئته، ويعكس في الوقت ذاته أنماط الحياة الاجتماعية التي اعتمدت على الترحال وبناء المأوى بالاعتماد على المواد المتاحة، كما يعكس ذوقًا بصريًا متوارثًا يظهر في تكرار النقوش ووضوح الألوان وارتباطها بالهوية المجتمعية، وتمثل هذه الحياكة اليوم مصدر فخر واهتمام، لا سيما بعد أن استُخدم تصميم السدو في شعار قمة مجموعة العشرين التي استضافتها السعودية عام 2020م، في دلالة على رمزية هذا الفن وأصالته ومدى ارتباطه بالهوية الوطنية المعاصرة.
ويُعد إدراج السدو في قائمة اليونسكو خطوة مهمة لحمايته من الاندثار في ظل تطور الصناعات الحديثة، حيث تعمل الجهات المختصة في السعودية على دعم الحرفيات وتوثيق المهارات المرتبطة به وتنظيم ورش للتدريب، إلى جانب تعزيز حضوره في المعارض والمهرجانات التراثية، ودمجه في تصميم المنتجات الحديثة والملابس والهدايا، ما يسهم في تحويله إلى مورد ثقافي واقتصادي يربط الأجيال الجديدة بتراثهم المحلي ويضمن استمراريته في الذاكرة المجتمعية.
المصدر: saudipedia