الثلاثاء 1447/07/03هـ (23-12-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الإمارات العربية المتحدة » مادي » المعالم التاريخية » حصن كلباء التاريخي.. قلعة القواسم تُجسد براعة العمارة الدفاعية على الساحل الشرقي لدولة الإمارات

حصن كلباء التاريخي.. قلعة القواسم تُجسد براعة العمارة الدفاعية على الساحل الشرقي لدولة الإمارات

يُعد حصن كلباء، الذي يقع في المدينة التابعة لإمارة الشارقة على الساحل الشرقي لدولة الإمارات العربية المتحدة، أحد أهم الصروح الدفاعية والتاريخية في المنطقة، ويعود تاريخ إنشاء هذا الحصن إلى القرن التاسع عشر الميلادي، ويُقدر عمره بما يقارب 150 إلى 200 عام.

أمر ببناء الحصن الشيخ سعيد بن حمد القاسمي، ليخدم أغراض الحماية والمراقبة والاستطلاع، وليكون قلعة حصينة لحماية سواحل المنطقة الشرقية الحيوية، ولذلك، تُعتبر قلعة كلباء أحد أبرز الحصون الدفاعية التي شُيدت على طول هذا الساحل الإماراتي.

تتألف المربعة الرئيسية للحصن من طابقين، وقد روعي في بنائها الجانب الدفاعي بشكل متقن، حيث تم تزويدها بفتحات ضيقة عمودية ودائرية تُعرف باسم “المزاغل”، والتي كانت تُستخدم لإطلاق النار على المهاجمين، وقد استقرت فتحة عمودية فوق الشبابيك لتعزيز هذا الجانب الدفاعي.

يتميز الحصن ببرج يقع في ركنه الجنوبي الشرقي، وهو مدفون حتى مستوى مقارب لأرضية الحصن، مما يعزز من قوته وربما كان جزءاً من نظام التخزين أو الدفاع السفلي، كما أن سطح الحصن الأعلى يحتوي على مسننات بمستويات مختلفة، مما يضيف إلى القوة الدفاعية ويمنح المدافعين أفضلية.

undefined

يُحيط بالحصن جدار متين تعلوه مسننات، وكانت هذه المسننات تُستخدم للمراقبة والاطلاع على الأفق، وكذلك كمرامٍ للمزاغل باتجاه الخارج، ويُظهر هذا التصميم الهندسي المتقن براعة المعماريين المحليين في دمج متطلبات الدفاع والاستطلاع في مبنى واحد.

قامت دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بجهود ترميم شاملة للحصن، مع الحرص على استخدام المواد الأصلية التي شُيد بها، لضمان الحفاظ على طابعه المعماري والتاريخي الأصيل، وقد استهدفت عمليات البناء والترميم الحفاظ على القيمة الاستثنائية للمبنى.

أصبح الحصن بعد الانتهاء من عمليات الترميم متحفاً تراثياً مفتوحاً للجمهور، مما يتيح للزوار فرصة استكشاف تاريخه العسكري وأهميته الاستراتيجية، ويهدف المتحف إلى التعريف بالدور التاريخي الذي لعبه الحصن في حماية المنطقة.

يستقبل الحصن الزوار للاطلاع على أهميته الاستراتيجية، والتعرف على طرق الدفاع القديمة، ويُشكل نقطة جذب ثقافية وتاريخية مهمة على الساحل الشرقي للإمارات، ويُعد هذا الصرح شاهداً حياً على تاريخ القواسم في المنطقة، وقدرتهم على بناء حصون منيعة في مواجهة التهديدات الخارجية.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار