شكل حصن الحجر محطة بارزة على طريق الحج الشامي خلال العهد العثماني، في منطقة العلا، ويقع الموقع في محافظة العلا على بعد 500 كم جنوب شرق البتراء، ويحمل إرث حضارة الأنباط، ويعكس المكان أهمية التواصل التجاري والديني في الجزيرة العربية عبر العصور القديمة.
ضم الحصن مقابر صخرية ضخمة بزخارف معقدة تعود للقرنين الأول قبل وبعد الميلاد، وتتميز الواجهات المنحوتة بالدقة الفنية التي تعكس براعة الأنباط في النحت الصخري، كما تشمل الآثار نقوشًا ورسوم كهوف تحكي قصص الحضارات التي سكنت المنطقة، وتشير الدراسات إلى أن الحصن كان مركزًا إداريًا يدعم القوافل التجارية والحج.
أدرجت اليونسكو حصن الحجر في قائمة التراث العالمي عام 2008 كأول موقع سعودي معترف به، وتسعى الهيئة الملكية للعلا إلى تعزيز الموقع كوجهة سياحية ذات أهمية عالمية، وأجريت أعمال تنقيب وترميم للحفاظ على المقابر الصخرية وإبراز قيمتها التاريخية، كما تعكس الجهود السعودية في تطوير الموقع رغبة في جذب الزوار وتعزيز السياحة الثقافية في المملكة.
تواجه الآثار تحديات الحفاظ عليها بسبب التعرية الصحراوية وتأثيرات المناخ القاسي، وتحتاج أعمال الترميم إلى دعم دولي لضمان استدامة الموقع كمعلم تراثي عالمي، ويطالب الخبراء بتوثيق تاريخ الحصن لنقل إرث الأنباط إلى الأجيال القادمة، ويستمر تطوير البنية التحتية السياحية حول الموقع لاستقطاب زوار دوليين وتقديم تجربة ثقافية متكاملة.
تعكس النقوش الصخرية تفاصيل الحياة اليومية والمعتقدات الدينية للأنباط، ويبرز الحصن كشاهد على الإبداع البشري في استغلال البيئة الصحراوية للنحت، كما تساهم العلا بما فيها حصن الحجر في تعزيز الهوية الثقافية السعودية وإبراز التاريخ العربي، ويظل الموقع رمزًا للتراث القديم وإرث الأنباط العريق الذي يجمع بين الطبيعة والإبداع البشري.
المصدر: ويكيبيديا