الخميس 1447/03/12هـ (04-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المغرب » مرئي » المعالم التاريخية » حدائق المنارة بمراكش معلم تاريخي على قائمة التراث العالمي

حدائق المنارة بمراكش معلم تاريخي على قائمة التراث العالمي

تشكل حدائق المنارة في مدينة مراكش المغربية واحداً من أبرز المعالم التاريخية والطبيعية التي تجمع بين العمق التاريخي والجمال البيئي، فقد تأسست هذه الحدائق عام 1130 ميلادية على يد الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي الكومي، لتكون فضاءً يجمع بين الاستراحة والزراعة ومصدراً لتزويد المدينة بالمياه، وهو ما منحها مكانة خاصة منذ نشأتها وحتى اليوم.

حدائق المنارة بين الماضي والحاضر - سائح

الحدائق تمتد على مساحة واسعة إلى الغرب من مراكش، وتضم بساتين الزيتون التي تمتد على مرأى البصر، إضافة إلى حوض مائي كبير يشكل قلب الموقع، حيث كان يُستخدم لتخزين المياه وتوزيعها على الأراضي الزراعية، مما يعكس براعة النظام المائي الموحدي في إدارة الموارد، كما شكل هذا الحوض نقطة جذب سياحية لما يوفره من مشهد طبيعي ساحر.

اسم “المنارة” ارتبط بالجناح الذي بناه السعديون خلال القرن السادس عشر الميلادي، ليكون مكاناً للاستراحة والاستجمام، ثم جدد هذا الجناح السلطان المغربي أبو الفضل عبد الرحمن بن هشام عام 1869، فأصبح أحد أبرز معالم الحدائق المعمارية، حيث يطل على الحوض الكبير ويشكل لوحة تجمع بين الطبيعة والعمارة التقليدية.

في عام 1985 أدرجت منظمة اليونسكو حدائق المنارة ضمن قائمة التراث العالمي كجزء من مدينة مراكش التاريخية، وهو ما يعكس قيمتها العالمية باعتبارها نموذجاً للتفاعل بين الإنسان والطبيعة، كما يشكل الموقع شاهداً على عبقرية النظم المائية القديمة التي اعتمدت عليها المدينة في حياتها اليومية.

الحدائق تعد اليوم فضاءً مفتوحاً لسكان مراكش وزوارها، حيث يقصدها الناس للتنزه والاستمتاع بجمال الطبيعة، كما أصبحت مكاناً مفضلاً للأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تقام في فضائها الرحب، مما جعلها عنصراً حياً في الحياة اليومية للمدينة، ومقصداً رئيسياً للسياحة المحلية والدولية.

حدائق المنارة – الفطرة

السلطات المغربية تعمل على الحفاظ على هذه الحدائق من خلال مشاريع صيانة مستمرة، تشمل العناية بالبساتين وتجديد البنية التحتية المحيطة بها، بما يضمن استمرارها كمعلم تراثي بارز، كما تندرج ضمن الجهود الوطنية لصون المواقع التاريخية التي تشكل جزءاً من الهوية الثقافية للمغرب.

حدائق المنارة تظل شاهداً على تواصل الأجيال، فهي ليست مجرد فضاء طبيعي، بل معلم يروي قصة العمارة والزراعة في مراكش عبر قرون، ويؤكد قدرة المدينة على الجمع بين التاريخ والحاضر في لوحة واحدة، لتبقى جزءاً أصيلاً من التراث الإنساني المشترك.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار