تتميز محمية جزيرة حوار في البحرين بكونها واحدة من أبرز المحميات الطبيعية في المنطقة، حيث تجمع بين التنوع البيئي الفريد والقيمة الوطنية التي تجعلها ثروة لا يمكن تعويضها، وتعد هذه المحمية البرية الحقيقية نقطة جذب أساسية لعشاق الطبيعة وهواة مراقبة الحياة البرية، إذ تضم تنوعاً غنياً من الكائنات الحية والأنظمة البيئية التي تبرز جمال الجزيرة وتمنحها مكانة خاصة على الصعيدين المحلي والدولي.
تضم المحمية شعاباً مرجانية متعددة الألوان، تشكل بدورها موطناً أساسياً لعدد كبير من الكائنات البحرية، وهو ما يجعلها وجهة مفضلة للباحثين والمهتمين بالبيئة البحرية، كما تحتضن أنواعاً مختلفة من الأسماك والكائنات المائية التي تساهم في التوازن البيئي وتدعم استدامة الحياة البحرية في المنطقة، وتضفي هذه الخصائص البحرية على المحمية قيمة إضافية تجعلها جزءاً لا يتجزأ من التراث الطبيعي للبحرين.
تجذب المحمية كذلك العديد من أنواع الطيور المهاجرة والمستوطنة، حيث تعتبر ملجأً آمناً للتكاثر والإقامة، ويأتي إليها طيف واسع من الطيور على مدار العام، مما يجعلها موقعاً رئيسياً لمراقبة الطيور ودراسة أنماط هجرتها، وقد ساعد هذا التنوع الحيواني على تعزيز مكانة الجزيرة باعتبارها موطناً بيئياً متكاملاً يستحق الحماية والتقدير، كما يرسخ دورها في دعم الجهود العالمية للحفاظ على التنوع البيولوجي.
تقدم المحمية لزوارها فرصة فريدة للتعرف على الحياة البرية عن قرب، حيث يمكن للمهتمين بمغامرات الطبيعة استكشاف الشواطئ الرملية ومراقبة السلاحف البحرية التي تعود إلى الجزيرة للتعشيش، فضلاً عن مشاهدة الدلافين التي تظهر في المياه المحيطة، مما يجعلها وجهة سياحية بيئية تضيف إلى البحرين بعداً جديداً في مجال السياحة المستدامة التي تراعي التوازن بين حماية البيئة واستقبال الزوار.
يشكل إدراج محمية جزيرة حوار في القائمة الإرشادية لليونسكو عام 2001 محطة مهمة في مسيرة حماية البيئة في البحرين، إذ يمثل هذا الترشيح اعترافاً دولياً بأهمية الجزيرة كتراث طبيعي يستحق الصون، كما يعكس التزام المملكة بالعمل على تعزيز جهود المحافظة على البيئة وحماية مواردها الطبيعية من المخاطر التي قد تهددها، سواء نتيجة الأنشطة البشرية أو التغيرات المناخية.
يبرز هذا الاعتراف العالمي مكانة البحرين كبلد يسعى للحفاظ على ثرواته الطبيعية ويعمل على إبرازها ضمن المشهد الثقافي والبيئي العالمي، كما يؤكد أن محمية جزيرة حوار ليست مجرد مساحة طبيعية، بل رصيد وطني وإنساني يعكس عمق العلاقة بين الإنسان والبيئة، ويدعو إلى الاستمرار في تطوير استراتيجيات مستدامة لحماية هذا الإرث وضمان استمراريته للأجيال القادمة.
المصدر: جريدة البلاد