تزخر جزيرة فرعون بتاريخ عريق، تقع شمال خليج العقبة في مصر، تتميز بموقعها الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر، وتحتضن إرثًا إسلاميًا مميزًا يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
تتربع قلعة صلاح الدين على قمة الجزيرة، تُعد من أبرز الآثار الإسلامية في سيناء، شيّدها صلاح الدين الأيوبي في أواخر القرن الثاني عشر، وكانت تهدف إلى حماية المنطقة من الغزوات الخارجية وتأمين الاستقرار المحلي.
أسست القلعة لحماية طريق الحج، كما ساهمت في تأمين التجارة البحرية، موقعها جعلها نقطة دفاع حصينة، وتطل على مياه الخليج الزرقاء، ما يعزز قيمة الجزيرة التاريخية والجمالية في الوقت نفسه.
يُضفي الموقع الجغرافي للجزيرة طابعًا فريدًا، يحيط بها البحر من كل الجهات، تجذب السياح بمناظرها الخلابة، وتُعد وجهة مثالية لعشاق التاريخ والطبيعة الباحثين عن تجربة تجمع بين الثقافة والجمال الطبيعي.
أُدرجت جزيرة فرعون في القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو، يعكس هذا الإدراج أهميتها الثقافية العالمية، وتحمل الجزيرة اسمها الرسمي في سجلات المنظمة، ما يزيد من مكانتها السياحية ويعزز الاهتمام الدولي بها.
تتميز القلعة بتصميمها المعماري الدفاعي، تحتوي على أبراج وأسوار متينة، صُممت لتحمل الحروب والغزوات، ولا تزال تحتفظ بقوتها ومتانتها رغم مرور القرون، ما يجعلها شاهدًا حيًا على براعة الهندسة العسكرية الإسلامية.
تُعد الجزيرة رمزًا للقوة والصمود، تجسد عبقرية صلاح الدين العسكرية، تروي الجدران قصص معارك وانتصارات، وتستقطب الباحثين والمهتمين بالتاريخ الإسلامي لدراسة أسرار الدفاع والهندسة في العصور الوسطى.
تستقطب الجزيرة آلاف الزوار سنويًا، يأتون لاستكشاف القلعة والاستمتاع بالمناظر البحرية المحيطة، وتقدم تجربة سياحية ثرية، تجمع بين الثقافة والترفيه والتعرف على الإرث التاريخي للمنطقة.
تساهم جزيرة فرعون في تعزيز السياحة في سيناء، توفر فرصًا للتنمية المحلية، تدعم الاقتصاد المصري، وتبرز كوجهة سياحية واعدة، كما تعكس قدرة التراث التاريخي على جذب السياح وتحفيز النشاط الاقتصادي.
تواجه الجزيرة تحديات الحفاظ على التراث، تتطلب جهودًا مستمرة لصيانة القلعة والمرافق المحيطة، تسعى مصر للحفاظ على هذا الإرث، ويظل الموقع شاهدًا على عظمة التاريخ الإسلامي والمهارات الدفاعية لأسلاف المنطقة.
