يشكل جبل مرة في إقليم دارفور بالسودان أحد أبرز المعالم الطبيعية والتراثية، إذ يبلغ ارتفاعه نحو 3042 متراً ويعد الجبل الأعلى في البلاد، ويضم قمة بركانية خامدة تحتضن كالديرا دريبا التي تضم بحيرتين تقعان على قبة دارفور البركانية.
وقد أدرج الموقع في القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو عام 2021 نظراً لقيمته الطبيعية والثقافية، ويتميز الجبل بتنوع بيولوجي نادر يوفر بيئة غنية للدراسات والأبحاث العلمية.
تشكل بحيرة دريبا الواقعة في أعلى قمة جبل مرة فوهة بركانية ضخمة تعود نشأتها إلى ثوران وقع قبل نحو 3500 عام، وتعد من أبرز المعالم الطبيعية في السودان، وتضم المنطقة محيطاً جيولوجياً فريداً يضم صخوراً بركانية وتكوينات طبيعية تساهم في دراسة تاريخ النشاط البركاني في المنطقة، كما تشكل البحيرات جزءاً من التراث الطبيعي الذي يؤوي نباتات وأشجاراً لا توجد في مناطق أخرى بالسودان.
يمثل جبل مرة موطناً لبيئة متنوعة تضم أنواعاً نادرة من الطيور والحيوانات البرية، إضافة إلى نباتات طبية ومحاصيل زراعية تزرع في سفوحه، مما يعكس التنوع البيئي الذي يجذب الباحثين والمهتمين بالعلوم الطبيعية، كما أن المناخ المعتدل في المرتفعات يساهم في استدامة الحياة النباتية والحيوانية طوال العام، وهو ما يجعل الجبل بيئة مثالية للدراسات الميدانية.
يرتبط جبل مرة أيضاً بقيم ثقافية وروحية لدى بعض المجتمعات المحلية، حيث تشير روايات تاريخية إلى احتمال ارتباطه بجبل الطور المذكور في النصوص الدينية، ويعتقد البعض أن النبي موسى تلقى الوحي فيه، وتزخر المنطقة بعادات وتقاليد متوارثة تشمل الأزياء الشعبية والموسيقى والفنون المحلية، إضافة إلى المأكولات التي تعكس هوية سكان دارفور.
يحظى الجبل بمكانة سياحية كبيرة بفضل مناظره الطبيعية الخلابة، حيث يتوافد الزوار للاستمتاع بالشلالات والغابات والبحيرات البركانية، إلى جانب المواقع الأثرية والدينية التي تضيف بعداً تاريخياً للمكان، غير أن السياحة ما زالت تواجه تحديات تتعلق بالأوضاع الأمنية وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق نتيجة وعورة التضاريس، وهو ما يحد من الاستفادة الكاملة من إمكاناته.
تجمع منطقة جبل مرة بين التراث الطبيعي والثقافي، مما يجعلها مرشحاً بارزاً للإدراج في قائمة التراث العالمي، إذ تمثل نموذجاً فريداً للتنوع البيئي والجيولوجي والثقافي في السودان، كما تعكس أهمية الحفاظ على هذه المنطقة وتطوير البنية التحتية لدعم السياحة والبحث العلمي مع مراعاة التوازن بين التنمية وحماية البيئة.
المصدر: ويكيبيديا
