الثلاثاء 1447/04/22هـ (14-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المملكة العربية السعودية » مرئي » الآثار » جبل الفيل.. صخرة عملاقة تكشف التاريخ الجيولوجي والتشكيلات الصحراوية الفريدة في السعودية

جبل الفيل.. صخرة عملاقة تكشف التاريخ الجيولوجي والتشكيلات الصحراوية الفريدة في السعودية

يَظل “جبل الفيل” مُسجلاً عالمياً ضمن قائمة العجائب الجيولوجية النادرة، وهو يقف شامخاً في قلب الرمال الصحراوية الذهبية بمنطقة العُلا، ويُجسد الجبل شكلاً فريداً يشبه خرطوم وجسد الفيل ببراعة لا متناهية.

تَمَّ نحت هذا المجسم الصخري بفعل القوة الهائلة للطبيعة على مدار ملايين السنين الطويلة، نتيجة تفاعل عوامل الحتّ والتعرية المستمرة بفعل الرياح والمياه، مما أدى إلى تكون هذا الشكل المذهل الذي يراه الزوار اليوم.

تَحدث المصور الضوئي محمد الشريف، الذي عُرف بشغفه بتوثيق المواقع التاريخية وجماليات الطبيعة، عن روعة المشهد، قائلاً إن جمال الهيكل الطبيعي يتعزز بسحر محيطه الغني.

يُحيط بالجبل بحرٌ رمليٌ ناعمٌ يتلألأ بلونه الذهبي، وهو مرصع بالنتوءات الصخرية الضخمة المذهلة، والتي اتخذت العديد منها أشكالاً مميزةً ومثيرةً للاهتمام لعين الرائي والمستكشف.

يُشير الشريف إلى أن “جبل الفيل” عبارة عن صخرة ضخمة يبلغ ارتفاعها حوالي 50 متراً عن سطح الأرض، وتتميز بشكلها الفريد الذي يشبه حيوان الفيل بدقة، ومن هنا جاء هذا المسمى المتعارف عليه بين الأهالي والزوار.

تُحيط بالصخرة العملاقة مجموعة من الجبال ذات الألوان الفاتحة والهادئة، ويقع “جبل الفيل” في منطقة متسعة وواسعة تكسوها بالكامل الرمال الذهبية النقية.

يَبتعد الجبل نحو 7 كيلومترات فقط إلى جهة الشرق من محافظة العلا، وهي محافظة تابعة إدارياً لمنطقة المدينة المنورة في الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية.

تَبرز صخرة الفيل الشهيرة كأول معلم يلفت الانتباه مع دخول مدينة العلا، وهي نقطة جذب رئيسية للرحالة في السعودية وللزوار القادمين من الخارج حول العالم.

يَأتي “جبل الفيل” ضمن تشكيلات صخرية هائلة ومتباينة تنتشر في منطقة العلا، وقد اتخذت هذه التشكيلات أشكالاً متعددة وألواناً مميزة تجعلها فريدة من نوعها.

تُعد هذه الصخور من النوع الرملي الهش نسبياً، والتي عملت الرياح وعوامل التعرية على نحتها ببطء مع مرور الزمن الجيولوجي الطويل، لينتهي الأمر بتكوّن مجسم “الفيل العملاق” بهذا الشكل المتقن.

عُرف الجبل بهذا الاسم “الفيل” منذ القدم البعيد، ولا يوجد حتى الآن معرفة دقيقة لدى الرحالة والمهتمين بتاريخ تسميته الموثقة، إلا أن شكله الذي يحاكي الفيل العملاق لعب دوراً مهماً ورئيسياً في رسوخ هذه التسمية.

تُحيط بجبل الفيل تشكيلات صخرية أخرى بديعة المنظر، وقد أبدت الهيئة الملكية المعنية بالمنطقة رغبتها في تسميتها بأسماء محددة رسمياً، لتأخذ بعداً سياحياً وثقافياً جديداً.

تَهدف هذه الخطوة إلى أن تحمل كل صخرة اسماً مستمداً من شكلها أو هويتها المميزة، ليصبح جزءاً من جاذبيتها السياحية، مما يضيف قيمة للمنطقة ككل.

تَدعم الهيئة الملكية بشكل فعال عملية اكتشاف المواقع والصخور الجديدة وتسميتها وتوثيقها، وذلك عبر إطلاقها لحساب رسمي وموثق على منصة تويتر تحت مسمى “عين حجر”.

تَستخدم الهيئة الحساب في إطلاق العديد من العبارات والرسائل التحفيزية، لتشجيع المهتمين بالطبيعة والصحراء والمغامرين على الانخراط في دعم هذا المشروع الناشئ والحيوي.

يُشكل الجبل بذلك مثالاً حياً على أن المنطقة ما زالت تحمل في طياتها الكثير من الأسرار الجيولوجية التي تستحق الاكتشاف، مما يعزز مكانة العلا كوجهة تراثية عالمية.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار