الأثنين 1447/03/16هـ (08-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المغرب » مرئي » المعالم التاريخية » جامع مولاي اليزيد صرح تاريخي يروي مسيرة مراكش العريقة

جامع مولاي اليزيد صرح تاريخي يروي مسيرة مراكش العريقة

يشكل جامع مولاي اليزيد في مدينة مراكش واحداً من أبرز المعالم الدينية والتاريخية التي ارتبطت بتاريخ المغرب العريق، حيث يعرف أيضاً بعدة أسماء مثل جامع القصبة وجامع المنصور، وقد شُيد بين عامي 1185 و1190 ميلادية على يد الخليفة الموحدي يعقوب المنصور، ليكون منارة دينية ومعمارية بارزة تعكس فنون العمارة الإسلامية في تلك الحقبة.

Le12.ma | مراكش. مسجد مولاي اليزيد بين عبق الماضي وعراقة الشكل المعماري

المسجد تميز بمكانته الخاصة داخل القصبة الموحدية التي كانت مركزاً سياسياً وإدارياً في عهد الموحدين، إذ شُيد على مقربة من القصر الملكي، وهو ما منح الجامع بعداً رمزياً كبيراً، كما أن تصميمه المعماري اعتمد على الفضاءات الواسعة والزخارف التقليدية التي تعكس بديع الفن المغربي الأصيل، ليصبح معلماً دينياً يختزل ملامح مرحلة مهمة من تاريخ المغرب.

شهد الجامع عبر تاريخه الطويل أعمال ترميم وتجديد متعددة، فقد جدد في القرن السادس عشر خلال عهد السلطان السعدي عبد الله الغالب الذي أعاد إليه رونقه وزخارفه، كما حظي باهتمام السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله في القرن الثامن عشر، حيث استمرت أعمال الإصلاح لتعزيز مكانته كواحد من المساجد الكبرى في مراكش، وليظل محافظاً على دوره الديني والروحي في حياة السكان.

في عام 1985 أدرج جامع مولاي اليزيد ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، كجزء من مدينة مراكش التاريخية، ليحظى باعتراف عالمي يؤكد أهميته كمعلم ديني وثقافي، كما يعكس هذا التصنيف القيمة المعمارية والتاريخية للموقع، ويؤكد دوره في إبراز هوية مراكش كمدينة حضارية متجذرة في التاريخ.

اليوم يواصل الجامع أداء دوره الديني كمكان للصلاة والتجمعات الدينية، إضافة إلى كونه وجهة للزوار والباحثين في العمارة الإسلامية، حيث يقصده السياح لاكتشاف تفاصيله الهندسية وزخارفه المميزة، فضلاً عن مكانته كجزء حي من النسيج العمراني والتاريخي لمراكش، وهو ما يجعله رمزاً للتلاقي بين الماضي والحاضر.

أشهر المساجد.. مسجد مولاي اليزيد تحفة معمارية بقلب مدينة مراكش

السلطات المحلية تولي اهتماماً كبيراً للحفاظ على الجامع وصيانته بشكل دوري، بما يضمن استمراره كصرح ديني ومعماري خالد، كما يشكل جزءاً من جهود المغرب المتواصلة لحماية معالمه التاريخية التي تعكس ثراءه الحضاري، ويأتي ذلك في إطار إستراتيجية أوسع للحفاظ على المواقع المدرجة ضمن التراث العالمي.

جامع مولاي اليزيد يظل شاهداً على عظمة الحضارة المغربية، فهو ليس مجرد مسجد تاريخي، بل معلم يروي قصة مراكش ودورها في التاريخ الإسلامي، ويمثل إحدى العلامات البارزة التي تجعل المدينة فضاءً جامعاً بين التاريخ والدين والعمارة الأصيلة.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار