يحمل جامع سيدي رمضان مكانة تاريخية بارزة داخل قصبة الجزائر، حيث يعود تاريخ بنائه إلى العام 1097 م، مما يجعله من أقدم المساجد في العاصمة الجزائرية، وقد سُمي الجامع تيمناً بأحد جنود الجيش الإسلامي الذي شارك في الفتوحات الإسلامية في شمال أفريقيا، مما يعكس الروابط العميقة بين التاريخ الإسلامي والهوية المحلية للمدينة.
يتميز الجامع بطرازه المعماري القديم الذي يحتفظ بخصائص البناء الإسلامي التقليدي في تلك الحقبة، ويتضمن عناصر زخرفية بسيطة تدل على العمارة الدينية المبكرة، ويشكل جزءاً مهماً من النسيج العمراني لقصبة الجزائر التي تضم العديد من المعالم التاريخية والثقافية.
ويُعتبر الجامع مركزاً دينياً واجتماعياً، حيث كان وما يزال يستقبل المصلين ويحتضن الفعاليات الدينية والتعليمية التي تعزز التراث الإسلامي في المنطقة.
تم إدراج جامع سيدي رمضان ضمن قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو عام 1992، كجزء من قصبة الجزائر التي تمثل تجمعاً معماريّاً وتاريخياً فريداً، ويأتي هذا التسجيل في إطار جهود الحفاظ على المواقع التاريخية التي تعكس الهوية الثقافية للجزائر، ويساهم في تعزيز الوعي بأهمية المحافظة على هذا التراث من التدهور بفعل عوامل الزمن والتغيرات الحضرية.
يشكل الجامع نموذجاً واضحاً على الاستمرارية الدينية والثقافية في قلب العاصمة، إذ يتجسد من خلاله التلاقح بين التاريخ الإسلامي وأصالة المجتمع المحلي، كما يمثل نقطة ارتكاز للسكان والزوار المهتمين بالتاريخ والعمارة الإسلامية، وتبقى زيارات الجامع جزءاً من الرحلات الثقافية التي تستهدف إبراز معالم الجزائر القديمة وتجربة أصالة المكان.
تسعى الجهات المختصة إلى الحفاظ على الجامع وصيانته بشكل دوري، وذلك للحفاظ على طابعه الأصلي وأصالته التاريخية، إضافة إلى دعم دوره كمركز روحي وتاريخي، حيث تركز جهود الصيانة على تأهيل المبنى مع احترام النمط المعماري القديم، ويُعتبر جامع سيدي رمضان اليوم رمزاً حياً من رموز التراث الديني والعمراني في الجزائر، ويجسد التاريخ الإسلامي المتجذر في هذه المدينة العريقة.