أسس الوزير حسن باشا جامع الوزير في بغداد عام 1660م، ليصبح معلمًا تراثيًا بارزًا في رصافة بغداد، ويقع المسجد على ضفاف نهر دجلة، ضمن الملامح التاريخية الممتدة من المدرسة المستنصرية إلى القصر العباسي، ويبرز كرمز للعمارة الإسلامية العثمانية في القرن السابع عشر، ويستقطب الباحثين والزوار المهتمين بالتراث الحضاري والديني في العراق.
أدرجت اليونسكو المسجد في قائمتها الإرشادية المؤقتة تقديرًا لأهميته الثقافية، ويعمل العراق على تعزيز مكانته عبر إدراجه رسميًا في قائمة التراث العالمي، كما تسعى السلطات للحفاظ على الهيكل المعماري وضمان استمرارية دوره كمنارة دينية واجتماعية، وتواجه جهود الترميم تحديات عدة تشمل التدهور الطبيعي ونقص التمويل، الأمر الذي يهدد الحفاظ على التفاصيل المعمارية الدقيقة والزخارف العثمانية الأصلية.
امتدت شهرة اسم “جامع الوزير” إلى لاهور، حيث بُني جامع الوزير خان عام 1634م في عهد السلطان شاه جهان، ضمن الإرث المغولي المتميز بالفنون المعمارية، ويضم المسجد فناءً واسعًا وأربع مآذن مثمنة وخمس قباب مزخرفة، كما تزين جدرانه نقوش معقدة تشمل آيات قرآنية وأشكالًا هندسية ونباتية، ويجذب آلاف السياح سنويًا لما يحمله من جمال معماري وتاريخ غني، ويشكل رمزًا للتراث الإسلامي في جنوب آسيا.

يعكس الجامعان في بغداد ولاهور تنوع العمارة الإسلامية بين الطرازين العثماني والمغولي، ويشير خبراء التراث إلى أن جامع الوزير في بغداد كان مركزًا دينيًا واجتماعيًا مهمًا في العصر العثماني، ويبرز موقعه ضمن نسيج المدينة التاريخي الذي يحكي قصص الحضارة والعمران، وتساهم الجهود المبذولة في لاهور في الحفاظ على الجامع خان كوجهة سياحية وثقافية عالمية، بما يعزز الوعي بالإرث المعماري الإسلامي ويجذب المهتمين بالتاريخ والفن.
تحتاج أعمال الترميم في بغداد إلى دعم دولي للحفاظ على المعالم الأثرية ومنع التدهور المستمر، ويطالب الخبراء بتوثيق تاريخ الجامعين لنقل إرثهما الثقافي إلى الأجيال القادمة، كما تستمر الجهود العراقية والباكستانية لإبراز قيمة الجامعين كرموز للتراث الإسلامي العالمي، ويشكل جامع الوزير في كلا المدينتين شاهدًا حيًا على الإبداع المعماري والتاريخ الإسلامي الغني، ويعكس التفاعل بين الفن والدين والسياسة في الحقبتين العثمانية والمغولية.
تظل جهود الحفاظ على الجامعين محورية لإظهار غنى العمارة الإسلامية وتاريخها المتنوع، ويؤكد المختصون أن دعم المشاريع التراثية والتعليمية حول الجامعين يعزز السياحة الثقافية، ويعكس الاهتمام العالمي بالحفاظ على المعالم التاريخية، ويعتبر جامع الوزير في بغداد ولاهور مثالًا حيًا على التواصل بين الثقافات الإسلامية المختلفة، ويجسد الإرث الفني والمعرفي الذي أثرى الحضارة الإسلامية في مناطق متعددة من العالم.
المصدر: ويكيبيديا