تُعد محمية العميد الطبيعية واحدة من أبرز المحميات الحيوية التي تمثل نمطًا فريدًا من التوازن بين التنوع البيولوجي والأنشطة البشرية في مصر، وتقع هذه المحمية على الساحل الشمالي الغربي للبلاد غرب مدينة الإسكندرية، وتندرج ضمن بيئة صحراوية وشبه صحراوية تمتزج فيها العوامل الطبيعية بالعناصر البشرية.
تضم المحمية مجموعة متنوعة من الموائل تشمل الكثبان الرملية الساحلية والتلال الداخلية، إضافة إلى المنخفضات ذات الطابع الملحي وغير الملحي، وكذلك الهضاب الداخلية، وتتكامل هذه الأنظمة البيئية لتوفر موائل مستقرة لأنواع متعددة من الكائنات الحية، كما أنها تضم قرى ومستوطنات يسكنها السكان المحليون الذين يتفاعلون مع البيئة المحيطة في إطار من التوازن البيئي.
توفّر محمية العميد غطاء نباتي متنوع يتكوّن من نباتات عشبية ونباتات برية مقاومة للجفاف، وتُستخدم هذه المراعي كمصدر طبيعي للرعي في بعض مناطقها، وتُعتبر الغزلان البرية من أبرز الأنواع التي تعيش فيها، بجانب الأرانب الصحراوية وثعالب الصحراء، وتنتشر بعض أنواع الطيور الجارحة والزواحف، بالإضافة إلى وجود السلاحف البرية.
يعود تصنيف محمية العميد كمحمية محيط حيوي إلى عام 1981 ضمن شبكة اليونسكو العالمية، ويأتي هذا التصنيف اعترافًا بأهمية المنطقة كموقع طبيعي فريد يجمع بين التنوع الحيوي والنشاط الإنساني المستدام، ويُعد إدراجها ضمن الشبكة خطوة داعمة لجهود الحفاظ على البيئة وتطوير خطط الإدارة البيئية المتكاملة، كما أنه يتيح فرصًا للتعاون مع شبكات محميات أخرى حول العالم.
يعتمد النظام البيئي في محمية العميد على استمرارية التوازن بين مكونات الطبيعة من جهة، والعناصر البشرية من جهة أخرى، وهو ما يجعل المحمية نموذجًا للتنمية المستدامة في البيئات الهشة، وتستفيد الجهات المعنية من هذا التصنيف في تفعيل برامج التوعية والتدريب والبحث العلمي، بالإضافة إلى تعزيز مفهوم السياحة البيئية المسؤولة.
تشكل محمية العميد قيمة مضافة ضمن منظومة المحميات الطبيعية في مصر، وتُبرز توجه الدولة في الاهتمام بحماية الموارد البيئية والمجتمعات المحلية المحيطة بها، وتُعد تجربة العميد فرصة لدراسة تأثير الأنشطة البشرية على البيئات الطبيعية في مناطق شبه قاحلة، كما تتيح الفرصة لتحسين وسائل الإدارة وتعزيز مشاركة السكان المحليين في جهود الحفاظ على النظام البيئي.
المصدر: اليونسكو