السبت 1447/02/08هـ (02-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الجزائر » مرئي » المعالم التاريخية » تجكانت الأثر الاركيولوجي والإرث الصنهاجي

تجكانت الأثر الاركيولوجي والإرث الصنهاجي

تتعالى أبراج المعالم الأثرية في تندوف، متحديةً الزمن والعوامل الطبيعية، لتبقى شاهدةً من الماضي على الحاضر. إنها المعالم التي شيدتها قبيلة تجكانت اللمتونية بعد اندثار مدينتهم التاريخية وإمارتهم العلمية “تنيكي” بكاف معقودة.

تُجسّد هذه المعالم الأثرية الطراز المعماري الإسلامي المرابطي الأندلسي، ولعل أبرزها معلمة “دويرية أهل العبد” بحي الرماظين العتيق، والتي تُعد شاهدًا مميزًا على هذا الفن المعماري الراقي. تعكس هذه البُنية الفخمة ثراء قبيلة تجكانت الناتج عن تجارة القوافل التي كانت تجوب فيافي الصحراء، من تندوف إلى أروان، ومنها إلى تمبكتو عاصمة مملكة السنغاي.

مدينة تجكانت… عاصمة في قلب الصحراء

أسست قبيلة تجكانت مدينة بكل مقوماتها لتكون عاصمة حضارية في الصحراء الكبرى غرب إفريقيا، فموقعها الاستراتيجي جعلها ملتقى للتجار القادمين من المغرب الأقصى وجنوب المغرب الأوسط. هذه المدينة، التي تُعرف اليوم بـ حاضرة تندوف الجكنية، تم تأسيسها في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، وبُنيت بأسوار وأبراج حراسة لحمايتها من الغزاة وقطاع الطرق.

شهادات المستكشفين والمؤرخين

تحدثت العديد من المصادر التاريخية عن فن العمارة التجكانتية المتميز، ومن أبرزها شهادة العالم الفرنسي تيودور ماندوا، الذي قال:

“لم أجد في تندوف ثلاث قصور فقط (الرماظين، موساني، الوسرة) بل وجدت ثلاث مدن أشبه ما تكون بقرطبة الأندلسية.”

كما وثّق المستكشف كاميل دولس مروره بتندوف عام 1887م في طريقه إلى تمبكتو، فوصفها بأنها بورصة اقتصادية تُدار فيها تجارة ضخمة، وتزامن وصوله مع قدوم قافلة تجارية تجكانتية من بلاد السودان. ذكر تفاصيل دقيقة عن البضائع والتجار وأنواع السلع القادمة من تمبكتو.

تندوف في المصادر القديمة

لم تقتصر الإشارات التاريخية لتندوف على الحقبة الحديثة، بل ذكرت في مصادر أقدم:

  • في كتاب الفتاش لمحمود كعت، وُصفت تندوف بأنها “مدينة عامرة” سنة 1519م.

  • وأورد عبيد الله البكري في “المسالك والممالك” الاسم التاريخي للمدينة وهو “تندفوس”، وتعني “الآبار المدفونة” بلغة صنهاجة.

  • كما تحدث عنها العلامة المختار بن حامد في الجزء السادس من تاريخ موريتانيا، موثقًا تأسيس قبيلة تجكانت لحاضرة تندوف ودورها الحضاري.

 

 

معالم تندوف الأثرية

تضم تندوف مجموعة من المعالم التي ما تزال شاهدة على مجدها:

  • قصبة الرماظين

  • الدار الكبيرة

  • دويرية أهل العبد

  • دار الديماني الوسري

  • قصبة العلامة محمد المختار بن بلعمش بحي موساني

  • المسجد العتيق

 


بقلم: الأستاذ الباحث الطاهر عبد العزيز

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار