الخميس 1447/04/03هـ (25-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الأردن » مرئي » الآثار » بيلا الأردنية تكشف تاريخ طبقة فحل عبر العصور القديمة

بيلا الأردنية تكشف تاريخ طبقة فحل عبر العصور القديمة

 

تمثل مدينة بيلا أو ما يعرف اليوم بطبقة فحل واحدة من أبرز المواقع الأثرية في شمال غرب الأردن، إذ تعكس تاريخاً ممتداً عبر آلاف السنين وتقدم شواهد حضارية متنوعة من فترات زمنية متعاقبة، وقد تأسست المدينة خلال الفترة الهيلينستية ثم تحولت لاحقاً إلى واحدة من المدن العشر التي شكلت حلف الديكابولس الروماني، وهو ما منحها مكانة بارزة في المشهد التاريخي والثقافي للمنطقة.

ويكشف الموقع عن بقايا أثرية تعود للعصر البرونزي، حيث تم العثور على مستوطنات وأدلة مادية توثق أقدم مراحل الاستيطان البشري في المنطقة، وهو ما يعكس عمق التجذر الحضاري للمدينة منذ آلاف السنين، كما تمثل بيلا مثالاً على تطور المدن في شرق البحر المتوسط خلال العصور القديمة، خاصة مع استمرارها في لعب دور حضاري واقتصادي بارز خلال الفترات الهيلينستية والرومانية والبيزنطية.

ويضم الموقع بقايا معمارية متنوعة تشمل أسواراً ومبانٍ عامة وكنائس وأديرة تعكس التمازج بين الطابعين الروماني والبيزنطي، إضافة إلى آثار تعود للفترة الإسلامية المبكرة، وهو ما يمنح المدينة أهمية خاصة كمكان يجسد استمرارية النشاط البشري عبر عصور متلاحقة، كما تعكس المكتشفات الأثرية شبكة العلاقات التجارية والثقافية التي ربطت بيلا بمدن الديكابولس الأخرى وبمراكز الحضارة في العالم القديم.

طبقة فحل" بالأردن.. تاريخ يروي قصة الحضارة

وتبرز أهمية بيلا أيضاً في بعدها الجغرافي، إذ تقع في منطقة استراتيجية شمالي الأردن تطل على وادي الأردن وتمثل نقطة اتصال بين بلاد الشام ومناطق أخرى، وهو ما أسهم في تطورها كمركز للتبادل التجاري والثقافي، وقد ساعد هذا الموقع الحيوي على جذب حضارات متعددة تركت بصماتها الواضحة في طابعها المعماري وآثارها المادية.

وقد حظي الموقع باهتمام عالمي عندما تم إدراجه في القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو تحت الاسم الرسمي بيلا “حديثاً طبقة فحل”، في خطوة تعكس القيمة العالمية البارزة لهذا الموقع وما يحمله من عناصر استثنائية تستحق الحماية والتوثيق، كما يشكل هذا الإدراج حافزاً لمزيد من الأبحاث الأثرية التي يمكن أن تكشف عن طبقات جديدة من تاريخ المدينة الممتد.

وتشير هذه الخطوة أيضاً إلى أهمية تعزيز الجهود الوطنية والدولية لحماية الموقع والحفاظ على مكوناته الأثرية والمعمارية، مع تطويره كمقصد سياحي ثقافي يعزز من مكانة الأردن على خريطة التراث العالمي، حيث تمثل بيلا بمكتشفاتها ومعالمها شاهداً حياً على مراحل تطور الحضارات التي تعاقبت على المنطقة وتفاعلت فيما بينها عبر آلاف السنين.

المصدر: الأناضول

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار