الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » لبنان » مرئي » الآثار » بيت جعلوك في منجز معبد تراثي يروي تاريخ العمارة الرومانية القديمة المذهلة

بيت جعلوك في منجز معبد تراثي يروي تاريخ العمارة الرومانية القديمة المذهلة

 

أنشأ الرومان معبد بيت جعلوك في قرية منجز بمحافظة عكار شمال لبنان خلال القرن الأول الميلادي ليكون مركزاً دينياً لعبادة الإلهة نمسيس، وقد احتفظ المبنى بأهميته الروحية والاجتماعية عبر القرون، ويعكس طراز العمارة الرومانية التقليدية في استخدام الأعمدة الحجرية، والنقوش الزخرفية، والمساحات المفتوحة التي كانت تُستخدم لتقديم القرابين والطقوس الدينية، ما يجعله أحد المعالم المميزة في المنطقة والتي توثق تاريخها الحضاري والديني.

ويتميز معبد بيت جعلوك بهيكله المتين المصنوع من الحجر، إضافة إلى بعض النقوش والزخارف التي نجت من عوامل الزمن والتقلبات المناخية، كما يحتوي الموقع على بقايا منصات قديمة وأرضيات حجرية محفوظة بشكل جزئي، ويعد هذا البناء مثالاً على الانتشار الواسع للمعابد الرومانية في منطقة الشرق الأدنى، حيث دمجت العمارة الكلاسيكية مع التقاليد الدينية المحلية، وهو ما يضفي على الموقع قيمة تاريخية وأثرية عالية.

بيت جعلوك: حكاية معبد روماني منسي بضيعة منجز! » بيروت.كوم

ويؤدي المعبد دوراً ثقافياً وتاريخياً مهماً، إذ يعتبر مرجعاً للباحثين في دراسة الديانات الرومانية القديمة، كما يستقطب الزوار المهتمين بالآثار والتاريخ القديم، وتعمل الجهات المعنية بالتراث على الحفاظ على الهيكل من الانهيار، وإجراء أعمال ترميم دقيقة تحافظ على طابعه الأثري، وتتيح فرصة للجيل الجديد للتعرف على أساليب العمارة الرومانية والطقوس الدينية التي كانت سائدة في تلك الفترة.

ويشير المؤرخون إلى أن المعبد كان جزءاً من شبكة واسعة من المعابد التي أقامها الرومان في شمال لبنان، وكان بمثابة مركز اجتماعي يجمع السكان المحليين ويتيح لهم ممارسة الطقوس الدينية الجماعية، كما لعب دوراً تعليمياً في نقل المعرفة حول الديانات القديمة، ويعكس الموقع تأثير الثقافة الرومانية على المجتمعات المحلية في القرن الأول الميلادي، ويقدم صورة واضحة عن التنظيم الديني والمعماري في تلك الحقبة.

ويحظى بيت جعلوك باهتمام الباحثين والمؤرخين الذين يدرسون تطور المعابد الرومانية في الشرق الأوسط، ويعد جزءاً من برنامج حماية التراث الثقافي في لبنان، كما يشكل وجهة سياحية وتراثية مهمة، ويعمل على تعزيز فهم الزوار للتاريخ القديم، ويبرز أهمية المحافظة على المعالم الأثرية التي تحمل قيم ثقافية ودينية، ويؤكد مكانة لبنان كمحافظة على الإرث التاريخي المتنوع والمتشابك مع الحضارات القديمة.

المصدر: النهار

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار