السبت 1447/03/14هـ (06-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الجزائر » مرئي » المعالم التاريخية » بني عباس.. جوهرة الساورة تحتضن تراث الصحراء الجزائرية

بني عباس.. جوهرة الساورة تحتضن تراث الصحراء الجزائرية

تُعرف مدينة بني عباس في ولاية بشار بلقب “جوهرة الساورة” و”الواحة البيضاء”، وهي مدينة تجمع بين جمال الطبيعة الصحراوية وغنى التراث الثقافي، وقد سُجلت ضمن القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو، ما يعكس قيمتها التاريخية والحضارية، ويجعلها وجهة مهمة للباحثين والمهتمين بالثقافة الصحراوية.

يمتد تاريخ بني عباس إلى عصور ما قبل التاريخ، إذ تحتوي منطقة مرحومة على نقوش صخرية تعود إلى العصر الحجري الحديث، وهذه النقوش تعد دليلاً مادياً على عمق الاستيطان البشري في المنطقة، كما أنها تقدم صورة واضحة عن نمط الحياة والعادات التي مارسها الإنسان القديم.

القصور التاريخية تشكل أحد أبرز معالم المدينة، حيث أسس المهدي بن يوسف وسيدي علي بن يحيى قصوراً ما زالت شاهدة على عبق الماضي، ويبرز قصر أولاد مهدي كأحد أهم هذه الصروح، إضافة إلى القصر المحصن الذي بناه المرابط سيدي محمد عام 1605، والذي كان له دور أساسي في حماية الواحة وتأمين سكانها من الأخطار الخارجية.

وتصنف قصور بني عباس والقنادسة كتراث وطني جزائري، نظراً لقيمتها التاريخية والمعمارية، فهي تحكي قصص الأجيال التي تعاقبت على المنطقة، وتعكس طبيعة العمارة التقليدية التي تميزت بها الصحراء الجزائرية، مما يجعلها وجهة مفضلة لعشاق التراث والتاريخ.

قصر بني عباس - ويكيبيديا

كما تضم بني عباس متحفاً متنوعاً يقع داخل مركز الأبحاث الصحراوية، ويعرض هذا المتحف مجموعة من الكنوز الجيولوجية والثقافية التي تعكس ثراء المنطقة الطبيعي والبشري، وهو يعد محطة أساسية للزائرين الراغبين في التعرف على تفاصيل التراث المحلي.

المدينة أيضاً مشهورة برقصة البارود التقليدية التي تُقام خلال احتفالات المولد النبوي، وتُجسد هذه الرقصة مظهراً من مظاهر التراث اللامادي للمنطقة، حيث يشارك فيها الأهالي لإحياء طقوس متوارثة تعكس أصالة الصحراء الجزائرية.

ويشكل مهرجان “ليالي الساورة” حدثاً سنوياً بارزاً يجمع بين الموسيقى والفنون الشعبية، ويبرز الموروث الثقافي المتنوع للمنطقة، كما يجذب الزوار من مختلف الولايات وحتى من خارج البلاد، وهو ما يعزز مكانة بني عباس على الخريطة الثقافية الوطنية.

جهود السلطات المحلية والجمعيات الثقافية في المدينة تتركز على الحفاظ على التراث المادي واللامادي، من خلال دعم المشاريع الثقافية والمبادرات السياحية، بما يضمن نقل هذا الإرث للأجيال القادمة، ويزيد من جاذبية بني عباس كوجهة سياحية وتاريخية.

إن بني عباس تمثل نموذجاً للتكامل بين الماضي والحاضر، فهي مدينة تجمع بين النقوش القديمة والقصور التاريخية من جهة، والفعاليات الثقافية والمهرجانات الحديثة من جهة أخرى، مما يمنح الزائر تجربة غنية تعكس تنوع التراث الجزائري.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار