السبت 1447/06/01هـ (22-11-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المملكة العربية السعودية » برج الشنانة بالقصيم.. أيقونة طينية مخروطية شامخة تروي قصة مراقبة وتوحيد للمملكة السعودية

برج الشنانة بالقصيم.. أيقونة طينية مخروطية شامخة تروي قصة مراقبة وتوحيد للمملكة السعودية

يُعد برج الشنانة، المعروف أيضاً باسم مرقب الشنانة، أحد أبرز المعالم الأثرية والتراثية في منطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية، حيث ينتصب هذا البرج الشامخ في بلدة الشنانة على بعد حوالي سبعة كيلومترات جنوب غرب محافظة الرس، ويُمثل نموذجاً معمارياً فريداً ومحافظاً لأبراج المراقبة القديمة، وتُشير التقديرات إلى أن البرج شُيّد في أوائل القرن الثاني عشر الهجري لأغراض الاستطلاع والرصد.

تَعكس الدلائل التاريخية أن بناء البرج تم بعد عام 1200 هجري، ويُرجح أن تشييده الأصلي كان حوالي عام 1208 هجري كجزء أساسي من قلعة الشنانة التي كانت تُعد حصناً منيعاً في المنطقة، وقد خضع البناء لعمليات تجديد وإعادة تشييد في عام 1233 هجري تقريباً، ليصبح مع مرور الزمن رمزاً للصمود والتاريخ المرتبط بتوحيد المملكة.

يَتميز برج الشنانة بشكله المخروطي المميز، الذي يرتفع ليبلغ حوالي سبعة وعشرين متراً في سماء القصيم، وتُحيط بقاعدته المستديرة جدران قوية يصل محيطها إلى نحو واحد وعشرين متراً تقريباً، وهو ما يدل على دقة وقوة البناء الطيني الذي اعتمد عليه البناؤون الأوائل، ليظل صامداً في وجه عوامل الزمن والتغيرات الجوية.

معلومات عن برج الشنانة الأثري.. معلم تاريخي أصيل وشاهد على بطولات الأجداد - مجلة هي

تَرتبط قصة البرج ارتباطاً وثيقاً بتاريخ تأسيس وتوحيد المملكة العربية السعودية، حيث كان البرج يستخدم كنقطة مراقبة إستراتيجية، لعبت دوراً مهماً في رصد التحركات العسكرية وحماية المنطقة في فترة الصراعات، ويُشكل بناءه شاهداً مادياً على الأساليب الدفاعية القديمة التي اعتمدت عليها القوات المحلية.

لَقي البرج اهتماماً رسمياً في العصر الحديث بهدف الحفاظ على قيمته التاريخية والمعمارية، حيث قامت مصلحة الآثار بترميم البرج بشكل أساسي في عام 1399 هجري، وقد ساهمت هذه الجهود في المحافظة على هيكله الطيني الفريد ومنع تدهوره، مما أتاح للأجيال الحالية فرصة مشاهدة هذا الصرح التاريخي كما كان في الماضي.

خَضع الموقع الأثري مؤخراً لعمليات تأهيل جزئية تهدف إلى تحسين البنية التحتية المحيطة به وتسهيل وصول الزوار، لكنه ما زال يتطلب استكمالاً لجهود التطوير الشامل، وهو ما سيُسهم في رفع جاذبيته السياحية، ويُنتظر أن يتم إطلاق مشروع متكامل للتشغيل والاستثمار، لتحويل هذا الموقع التراثي الهام إلى أيقونة نجاح تُحتذى بها في إدارة المواقع الأثرية بالمملكة.

يُشكل برج الشنانة حالياً نقطة جذب ثقافية بارزة في محافظة الرس، ويُمثل فرصة للتعرف على جزء أصيل من العمارة النجدية التقليدية وفنون البناء الطيني، فمن خلال زيارته، يمكن للزوار استشعار الأجواء التاريخية التي عاشتها المنطقة، وتأثير هذا المرقب الاستراتيجي في الأحداث التي سبقت التوحيد، ليظل البرج شاهداً صامتاً على فصول مجيدة من تاريخ الجزيرة العربية.

المصدر: سعوديبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار