تُعتبر بحيرة عسل من أبرز المعالم الطبيعية في جيبوتي، وتقع داخل فوهة بركانية في وسط البلاد، شرق مثلث العفر، على ارتفاع 155 متراً تحت مستوى سطح البحر، ما يجعلها أخفض نقطة في القارة الأفريقية.
تتميز البحيرة بمياه مالحة للغاية، تصل ملوحتها إلى عشر أضعاف ملوحة مياه البحر، وهو ما يجعلها أكبر احتياطي ملحي في العالم، ما يضفي عليها أهمية اقتصادية وجغرافية خاصة.
تشكل البحيرة حزامًا من القشرة الملحية التي تحيط بها، مع وجود العديد من الينابيع الحارة المعدنية التي تضيف إلى جمال المشهد الطبيعي، وتخلق بيئة فريدة من نوعها نادرة الوجود.
تقع بحيرة عسل في منطقة ذات مناخ حار وجاف، مع ندرة سقوط الأمطار، ويقل وجود النباتات والأسماك بسبب ملوحة المياه الشديدة، إذ تعيش فقط بعض الأسماك الصغيرة في المياه العذبة التي تجلبها الينابيع المتدفقة.
تُمارس في بحيرة عسل أنشطة صناعية مستمرة، تتمثل في استغلال كميات كبيرة من الملح، ما يجعلها مصدرًا اقتصاديًا هامًا في المنطقة، ورغم هذا النشاط البشري، حافظت البحيرة على سلامتها وخصائصها البيئية المتميزة، إذ تعد منطقة طبيعية ذات قيمة بيئية وجيولوجية عالية، هذا التوازن بين الاستغلال الاقتصادي والحفاظ على الطبيعة يجعلها نموذجًا في التنمية المستدامة للموارد الطبيعية.
تم ترشيح بحيرة عسل عام 2015 لتُدرج في القائمة الإرشادية لمنظمة اليونسكو، في خطوة تهدف إلى حمايتها وتعزيز مكانتها كأحد مواقع التراث الطبيعي في جيبوتي، ويسعى هذا الترشيح إلى الحفاظ على البيئة الفريدة للبحيرة، ودعم جهود البحث العلمي، وجذب السياحة البيئية التي تسهم في التنمية المحلية دون الإضرار بالموارد الطبيعية.
تمثل بحيرة عسل نقطة جذب مهمة للباحثين والمهتمين بالجيولوجيا والبيئة، لما تحتويه من خصائص فريدة ترتبط بمستوى سطح البحر وملوحة المياه وتكويناتها الطبيعية، وهي شهادة حية على التنوع البيئي والجغرافي لمنطقة القرن الأفريقي.