شيد الخليفة الموحدي أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنصور باب الرواح في عام 1197، ويقع الباب ضمن سور مدينة الرباط العتيقة، ويعد أهم البوابات الخمس وأكثرها زخرفة، ويعكس فن العمارة الموحدية براعة التصميم والدقة الهندسية، كما يشكل الباب رمزًا للدفاع عن المدينة وواجهة حضارية تعكس الثقافة الإسلامية في تلك الحقبة.
تتميز زخارف باب الرواح بالتفاصيل المعقدة والنقوش الجميلة، وتبرز المهارة الفنية للحرفيين الموحديين في استخدام الحجر والنقش، ويقدم الباب لمحة عن الأسلوب المعماري الدفاعي والزخرفي الذي اعتمدته الدولة الموحدية، ويجذب الزوار والباحثين المهتمين بالعمارة الإسلامية والتاريخ العسكري، كما يعكس تنوع التأثيرات الفنية في الرباط عبر العصور.
أدرجت اليونسكو باب الرواح ضمن قائمة التراث العالمي عام 2012، ضمن موقع “الرباط، العاصمة الحديثة والمدينة التاريخية: تراث مشترك”، ويعزز هذا الإدراج قيمة الباب التاريخية والثقافية، ويبرز الحاجة للحفاظ على المباني التراثية من التدهور الناتج عن عوامل الزمن والطقس، ويعمل المسؤولون على صيانته وترميمه لضمان استمرارية هذا الإرث الحضاري للأجيال القادمة.
يمثل الباب جزءًا أساسيًا من الهوية التاريخية للرباط، ويجسد العلاقة بين الدفاع الحضري والفن المعماري، ويساهم في توثيق مراحل بناء المدينة القديمة وتطورها العمراني، كما يعكس باب الرواح مكانة الرباط كمركز سياسي وثقافي في العصور الوسطى، ويستمر في جذب الزوار والمهتمين بالتراث المغربي والموروث الإسلامي.
تستمر الدراسات والبحوث الأثرية لتوثيق تاريخ باب الرواح وتحليل عناصره المعمارية، وتساعد هذه الجهود في فهم طرق البناء والتقنيات المستخدمة، كما تكشف النقوش والزخارف عن تفاصيل ثقافية ودينية مهمة، ويؤكد الباحثون أن الباب يشكل حلقة وصل بين الماضي والحاضر ويعزز الوعي بتاريخ الرباط وتراثها العمراني والفني.
يمثل باب الرواح رمزًا للتراث الموحدي في المغرب، ويعكس براعة العمارة الإسلامية وقدرتها على الجمع بين الجمال والدفاع، ويظل شاهدًا على تاريخ الرباط العريق وتحديات الحفاظ على المواقع التراثية، كما يبرز كوجهة ثقافية وسياحية تسلط الضوء على الإرث المعماري للمغرب وتساهم في تعزيز الهوية التاريخية للمدينة.
المصدر: ويكيبيديا