الجمعة 1447/03/13هـ (05-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » مصر » مرئي » المعالم التاريخية » اليونسكو توثق مسجد الصالح طلائع ضمن تراث القاهرة الإسلامية

اليونسكو توثق مسجد الصالح طلائع ضمن تراث القاهرة الإسلامية

أنشأ الوزير الفاطمي طلائع بن رزيك مسجد الصالح طلائع عام 1160 ميلاديًا تنفيذًا لأمر من الخليفة العاضد لدين الله، وجاء البناء ليعكس النفوذ السياسي والديني للدولة الفاطمية في نهاية عهدها، ويقع المسجد داخل قلب العاصمة القاهرة التي كانت آنذاك مركزًا للسلطة والعلم والدعوة، ويتوسط المسجد اليوم حيًّا من أحياء القاهرة التاريخية التي ما زالت تحتفظ بعناصرها المعمارية الإسلامية.

مسجد الصالح طلائع - ويكيبيديا

يحتفظ المسجد بطرازه الفاطمي الذي اتسم بالبساطة والزخرفة المتقنة، وتمتد واجهاته الحجرية في خطوط مستقيمة تتناغم مع عناصر معمارية أخرى مثل العقود والزخارف والمشربيات، وتكشف تفاصيل البناء عن مهارة الحرفيين الذين شاركوا في تشييد المسجد، حيث استخدموا الحجارة الجيرية بدقة لتشكيل النقوش والخطوط، كما استُخدمت الأخشاب في بعض الأبواب والأسقف، ما منح المبنى مزيجًا من القوة والزخرفة.

سجّلت منظمة اليونسكو المسجد عام 1979 ضمن قائمة مواقع التراث العالمي بوصفه جزءًا من القاهرة الإسلامية، ويُعد هذا الإدراج تأكيدًا على القيمة التاريخية والمعمارية التي يمثلها المسجد، كما يعزز ذلك أهمية الحفاظ عليه وترميمه ضمن خطة الدولة المصرية للعناية بالآثار الإسلامية، ويجذب الموقع اهتمام الباحثين والزائرين ممن يسعون للتعرف على إرث القاهرة الحضاري.

يجسد موقع المسجد امتدادًا للمشهد العمراني الفاطمي في العاصمة، ويعكس البناء فلسفة التخطيط الديني المرتبطة بمكانة المسجد في الحياة اليومية للمجتمع، حيث يقع بالقرب من بوابات المدينة القديمة والأسواق والطرقات الرئيسية، وكان يشكل نقطة تفاعل بين الحكم والشعب، وبين الطقوس الدينية والنشاط العام.

مسجد الصالح طلائع

استمرت وزارة السياحة والآثار في تنفيذ مشروعات ترميم دورية للمسجد للحفاظ على نقوشه الحجرية وخطوطه المعمارية، كما جرى توثيق عناصره البصرية من خلال التصوير والمسح الرقمي ضمن مشروع توثيق التراث المعماري المصري، وتساعد هذه الجهود في توفير قاعدة بيانات تسهم في حماية المعالم التاريخية من التآكل والزمن، وتدعم خطط تنشيط السياحة الثقافية.

يحظى مسجد الصالح طلائع باهتمام أكاديمي محلي ودولي، حيث تتناول الدراسات المعمارية تاريخه ووظيفته ودوره في السياق الديني والسياسي لعصره، ويعد اليوم رمزًا معماريًا قائمًا في قلب القاهرة، يجمع بين القيمة الجمالية والأهمية الدينية، ويجسّد استمرارية التاريخ داخل النسيج العمراني للمدينة.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار