الأثنين 1447/05/05هـ (27-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الإمارات العربية المتحدة » مرئي » الملابس » النشل.. لباس الأجداد الخليجي ويحافظ على حضوره في المناسبات الشعبية

النشل.. لباس الأجداد الخليجي ويحافظ على حضوره في المناسبات الشعبية

يحمل ثوب النشل الخليجي إرثًا طويلًا من الأناقة والهوية، إذ يعد من أبرز الأزياء النسائية التقليدية في منطقة الخليج العربي، وخصوصًا في الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية وامتدادها في نجد، وقد ارتبط هذا الثوب بالمناسبات الكبرى مثل الأعياد وحفلات الزواج، حيث كانت النساء يتباهين بارتدائه لما يعكسه من فخامة واعتزاز بالموروث الشعبي.

تُصنع أثواب النشل عادة من أقمشة حريرية فاخرة مثل “أبولميرة” و“المزداية” و“الثلايج”، وتُعرف بألوانها الزاهية التي تتنوع بين الأحمر والأزرق والبنفسجي والأخضر، غير أن اللون الأسود ظل الأكثر تميزًا وجاذبية، إذ يمنح المرأة حضورًا مهيبًا في المناسبات، ويُعد المفضل لدى كثير من نساء الخليج، كما يُطرّز الثوب يدويًا بخيوط ذهبية لامعة تزيد من قيمته الجمالية، ويُعد التطريز من أهم عناصر الزي حيث يقوم به الحرفيون والنساء باستخدام الإبرة والخيط بدقة متناهية بعد شراء الأقمشة من الأسواق الشعبية التي كانت تستوردها من البحرين والهند.

شهد ثوب النشل في الماضي رواجًا واسعًا رغم ارتفاع ثمنه، إذ كانت عملية صناعته تستغرق وقتًا طويلًا وجهدًا كبيرًا، ما جعله من الأزياء الفاخرة التي تقتنيها النساء في المناسبات الخاصة، وكانت بعض النساء ترتديه فوق الدراعة، وهي ثوب طويل بأكمام واسعة يمتد حتى الأرض، لتمنح الثوب مزيدًا من التناسق والاحتشام، كما كان النشل يُرتدى أحيانًا بمفرده بعد تطريز أطرافه ورقبته ليأخذ شكله الكامل دون الحاجة إلى رداء خارجي.

ثوب النشل كنزٌ من كنوز البحرين «العربي» تعود لزيارة أشهرَ وأقدمَ صانعي الأثواب الشعبية في الخليج!

ويرافق هذا الزي عادة سروال مزخرف يُعرف بجمال تصميمه ودقة صنعه، إذ يُعد جزءًا أساسيًا من اللباس التقليدي الخليجي، ويتميز باتساعه من الأعلى وتضييقه عند الكاحل، ويُجمع الخصر بحبل من الحرير المجدول يُسمى “تكة”، ويُصنع من قماشين مختلفين أحدهما قطني للجزء العلوي والآخر حريري للجزء السفلي الذي يُطرّز بعناية، مما يمنحه لمسة فنية فريدة، وقد تأثرت تصاميم السروال الخليجي بالموروث الهندي والإيراني الذي كان شائعًا في المنطقة عبر التبادل التجاري.

اقتصر ارتداء ثوب النشل في الماضي على النساء المتزوجات، بينما اكتفت الفتيات الصغيرات بارتداء “البُخنق”، وهو غطاء للرأس مصنوع من الشيفون أو الجورجيت الأسود يُطرز بخيوط الحرير والذهب، إلا أن هذا العرف تغيّر في العقود الأخيرة، حيث أصبحت الفتيات أيضًا يقبلن على ارتدائه في المناسبات التراثية والأعراس والأعياد، لا سيما في المنطقة الشرقية من السعودية حيث ما زال يشكّل جزءًا من هوية المرأة المحلية.

ويُلاحظ اليوم أن ثوب النشل عاد ليحظى بشعبية متجددة بعد إدخال تعديلات حديثة على ألوانه ونقوشه، إذ أصبح متاحًا في محال الجلابيات الفاخرة، كما تحتفظ العرائس بارتدائه في يوم الحناء كرمز للأصالة، بينما تحرص النساء على ارتدائه في ليلة النصف من شعبان، وفي مناسبات القرقيعان وليالي رمضان التي تجمع بين الأجواء الروحية والتراث الشعبي، ليبقى ثوب النشل شاهدًا على موروثٍ لا يزال حيًا في ذاكرة الخليج.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار