الجمعة 1447/04/04هـ (26-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الأردن » مرئي » الطعام » المنسف الأردني.. طبق تراثي يروي حكاية الكرم ويحتفي بالهوية والتكاتف الاجتماعي

المنسف الأردني.. طبق تراثي يروي حكاية الكرم ويحتفي بالهوية والتكاتف الاجتماعي

 

يحتفل الأردنيون بتحضير المنسف في مناسباتهم الاجتماعية والثقافية، حيث يمثل هذا الطبق رمزاً للهوية الوطنية والتماسك الاجتماعي، ويتألف من قطع لحم الغنم أو الماعز المغلية في اللبن، وتُقدّم فوق طبقة من الأرز والخبز وتُزين باللوز المجفف المقلي، ويُعد تقديمه بمثابة مناسبة بحد ذاتها تجتمع فيها العائلة والأصدقاء حول المائدة لتبادل الحديث والفرح.

شارك الطباخون في إعداد المنسف بالغناء ورواية القصص أثناء الطهي، وتُعتبر هذه الممارسة جزءاً من الطقوس الثقافية المرتبطة بالطبق، فيما تقوم النساء بنقل وصفاته وتقنياته إلى الأجيال الجديدة من بناتهن وحفيداتهن، ويستفيد المتعلمون أيضاً من معاهد وجامعات الطهي التي تدرس تقنيات إعداد المنسف، ما يحافظ على استمرارية هذا التراث ويُعزز من هويته الاجتماعية والثقافية.

المنسف».. عنوان الكرم الأردنى يصنعه الرجال - الأهرام اليومي

اكتسب المنسف مكانة خاصة في المناسبات الأردنية مثل الأعراس والمناسبات الدينية والاحتفالات الرسمية، ويُظهر أسلوب تقديمه وتزيينه احترام الضيوف وقيم الضيافة، كما يجتمع حوله أفراد الأسرة الممتدة للتأكيد على الروابط الأسرية والاجتماعية، ويعكس الطبق التنوع الثقافي والتاريخي للأردن من خلال طرق الطهي المختلفة والبهارات المحلية المستخدمة فيه.

اعتمدت منظمة اليونسكو المنسف عام 2022 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي في الأردن، ويُعد هذا الاعتراف العالمي مؤشراً على قيمة الطبق الثقافية والاجتماعية، ويُسهم في تعزيز الاهتمام بالحفاظ على تقاليد الطهي المرتبطة به، ويتيح فرصة لتوثيق الممارسات التقليدية ودراسة الروابط الاجتماعية التي يرمز إليها، ما يجعل المنسف أكثر من مجرد طبق غذائي بل إرثاً ثقافياً حيّاً.

يمثل المنسف رمزاً للتواصل الاجتماعي والتقاليد الثقافية في الأردن، ويجذب الباحثين والمهتمين بالتراث لدراسة أسلوب إعداده والممارسات المصاحبة له، ويعزز الوعي الوطني بالهوية المشتركة، بينما يشارك السياح والزوار في تجربة تناوله لفهم العادات والتقاليد الأردنية، ويستمر هذا الطبق في ترسيخ مكانته كجزء أساسي من الاحتفالات والمناسبات، ويؤكد على قيم الضيافة والتواصل بين الأجيال والمجتمع.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار