يضم المنتزه الوطني بانك دارغوين مجموعة من التلال والكثبان الرملية والمستنقعات الساحلية والجزر الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي في موريتانيا، ويقدم مشهداً طبيعياً يجمع بين البر والبحر، كما يستضيف أعداداً كبيرة من الطيور المهاجرة خلال فصل الشتاء، ويعد موطناً للعديد من السلاحف البحرية التي تستخدم الشواطئ للتكاثر، ويضم مياه المنطقة أسماكاً متنوعة تشكل مصدراً مهماً للثروة السمكية المحلية، كما تعتمد بعض المجتمعات الصيد التقليدي باستخدام الدلافين لتوجيه مجموعات الأسماك نحو الشاطئ.
وتسهم التلال والكثبان الرملية في خلق بيئة متنوعة للأنواع البرية، حيث يمكن العثور على ثدييات صغيرة وزواحف متعددة، ويتميز المنتزه بتكوينه الطبيعي الفريد الذي يجمع بين التضاريس الرملية والمسطحات المائية، كما يشكل موقعاً حيوياً لتكاثر الطيور المائية والبحرية، ويعمل النظام البيئي للمنتزه على الحفاظ على التوازن البيئي بين الأنواع المختلفة، إضافة إلى دوره في الحد من التآكل الساحلي وحماية الموارد الطبيعية من التدهور.
ويتمتع المنتزه الوطني بانك دارغوين بأهمية كبيرة للبحث العلمي والمراقبة البيئية، حيث يقوم الباحثون بدراسة هجرة الطيور والسلوكيات الطبيعية للسلاحف البحرية، كما تُجرى مراقبة دورية على الأسماك والدلافين لتقييم صحة النظام البيئي، ويتيح ذلك فرصاً للتعلم والتوعية البيئية، كما يساهم في تعزيز السياحة البيئية المستدامة التي تعتمد على الحفاظ على البيئة الطبيعية دون الإضرار بها، ويجذب المنتزه زواراً من مختلف أنحاء العالم لمشاهدة الحياة البرية البحرية النادرة.
ويعكس المنتزه التوازن بين الطبيعة البرية والنظم الاجتماعية المحلية، حيث يعتمد السكان على صيد الأسماك بشكل تقليدي متوافق مع مواعيد هجرة الطيور وحركة الدلافين، كما تشارك المجتمعات المحلية في برامج الحفاظ على البيئة والتعليم البيئي، ويعد ذلك نموذجاً للتعايش المستدام بين الإنسان والطبيعة، كما يُظهر أهمية حماية المنتزه كجزء من التراث الطبيعي الوطني والدولي، ويؤكد على الدور الحيوي للمنتزه في حماية التنوع البيولوجي في المنطقة.
وتؤكد السلطات الموريتانية أهمية الحفاظ على المنتزه الوطني بانك دارغوين، ويُجرى سنوياً برامج لمراقبة التلوث والتعديات على البيئة، كما تُقام ورش عمل لتدريب المجتمعات المحلية على طرق حماية الطيور والسلاحف البحرية، ويعكس ذلك التزام موريتانيا بالمحافظة على مواقع التراث الطبيعي العالمي، كما يساهم في تعزيز الوعي البيئي لدى الأجيال الجديدة، ويضمن استمرار هذا المورد الطبيعي الهام للأجيال القادمة.
المصدر: اليونسكو