السبت 1447/06/01هـ (22-11-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الكويت » مادي » الطعام » المموش الكويتي يحافظ على نكهته الشعبية في المائدة الخليجية

المموش الكويتي يحافظ على نكهته الشعبية في المائدة الخليجية

يحافظ الكويتيون على حضور طبق المموش في موائدهم منذ عقود طويلة، إذ يعد هذا الطبق من أبرز الوجبات الشعبية التي تجمع بين البساطة والقيمة الغذائية العالية، ويتكون أساساً من الأرز وحبوب العدس الأخضر أو الماش مع إضافة الروبيان أو الدجاج حسب الرغبة، ويُعتبر من الأكلات التي تعكس تمازج المذاقات البحرية والبرية في المطبخ الكويتي، بينما ترتبط طريقة تحضيره بالموروث العائلي حيث تحتفظ كل أسرة بنكهة خاصة تميزها عن الأخرى.

ويُطهى المموش بطريقة دقيقة تبدأ بغسل الأرز ونقعه في الماء لفترة قصيرة، ثم غسل العدس جيداً قبل الطهي، وبعدها يُحمر البصل المفروم في قدر واسع حتى يذبل، ويضاف إليه الثوم المهروس وقطع الطماطم مع البهارات التي تمنحه نكهته التقليدية مثل الكزبرة الجافة والكمون والكاري والحبهان، ثم يوضع العدس مع الماء ليُطهى حتى يلين، وبعدها يُضاف الأرز مع بقية الماء ليُترك على نار هادئة حتى ينضج ويصبح متماسك القوام، ويُقدم الطبق ساخناً مزيناً ببعض البقوليات أو قطع الروبيان أو الدجاج.

ويُعد المموش من الوجبات التي تميز السفر الكويتية في شهر رمضان والمناسبات العائلية، حيث يحرص الكثيرون على تحضيره لما يحتويه من عناصر مغذية تمد الجسم بالطاقة، كما أن استخدام العدس والماش يجعله غنياً بالبروتين النباتي والألياف، في حين يضيف الروبيان قيمة غذائية إضافية غنية بالمعادن، وهو ما جعل الطبق يحتفظ بمكانته رغم تنوع الأطعمة الحديثة التي دخلت المطبخ الكويتي في العقود الأخيرة.

ويرى المهتمون بالتراث الغذائي أن المموش يعكس جانباً من التأثيرات الثقافية التي عرفها المطبخ الكويتي نتيجة موقع البلاد الجغرافي على الخليج، حيث امتزجت الوصفات المحلية بالتوابل القادمة من الهند وإيران، ما جعل الأطباق الكويتية تحمل ملامح متعددة في النكهة والمكونات، ويُعتبر المموش مثالاً واضحاً على هذا التنوع، إذ يمكن تحضيره بعدة طرق سواء بإضافة الروبيان البحري أو الدجاج المنزلي أو حتى تركه نباتياً حسب الذوق.

ويحافظ الكويتيون حتى اليوم على تداول كلمة “مموش” التي يُعتقد أنها جاءت من اسم حبوب “الماش” المكون الرئيسي في الطبق، بينما تتناقل الأجيال وصفته الشفهية جيلاً بعد جيل، باعتباره جزءاً من الذاكرة الغذائية للمجتمع الكويتي، ويظل هذا الطبق الشعبي رمزاً للهوية المطبخية في الخليج، يجمع بين الأصالة والبساطة ويستمر حاضراً على موائد العائلات في مختلف المناسبات.

المصدر: النهار

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار