الثلاثاء 1447/04/01هـ (23-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المغرب » مرئي » المعالم التاريخية » المسقاة البرتغالية في مازاغان تراث هندسي ومائي تاريخي فريد

المسقاة البرتغالية في مازاغان تراث هندسي ومائي تاريخي فريد

 

أنشأ البرتغاليون المسقاة البرتغالية تحت قلعة مازاغان في مدينة الجديدة المغربية عام 1514، لتكون في الأصل مخزناً للأسلحة، ثم تم تحويلها إلى خزان مياه عام 1541، ويمثل هذا الصهريج الأرضي مثالاً على الهندسة العسكرية والمدنية في آن واحد، ويعكس القدرة على استغلال المساحات تحت الأبنية للتحصين وتخزين الموارد الأساسية للقلعة.

تتيح المسقاة البرتغالية للزوار اليوم فرصة الاطلاع على أساليب البناء والهندسة المائية في القرن السادس عشر، حيث تم تصميم الخزان بطريقة تضمن جمع المياه وحمايتها من التلوث، كما يعكس المخطط المعماري الدقة في التهوية والإضاءة، ويتيح فهم كيفية تلبية احتياجات القلعة العسكرية والمدنية من المياه، ويُظهر تطور التخطيط الحضري في المواقع المحصنة.

ساهم تحويل المخزن الأصلي إلى خزان مياه في تعزيز دور القلعة البرتغالية كمركز متكامل يضم عناصر دفاعية ومدنية، ويبين قدرة المهندسين البرتغاليين على الجمع بين الاستخدام العسكري والمدني في تصميم المرافق، كما يعكس التكيف مع احتياجات السكان والجنود، ويتيح دراسة تأثير العمارة الأوروبية في المغرب في فترة الاحتلال البرتغالي، ويعتبر نموذجاً فريداً للهندسة المائية القديمة.

قصة المسقاة البرتغالية أوخزان الماء البرتغالي بالجديدة - الجديدة 36 | eljadida 36

تضمنت جهود الحفظ والترميم التي جرت خلال السنوات الأخيرة صيانة الجدران الحجرية والسقف القوسي للمسقاة، حيث تم الحفاظ على الهيكل الأصلي مع توفير مسارات آمنة للزوار، ويجعل هذا الصهريج جزءاً من تجربة سياحية تعليمية متكاملة، ويتيح دراسة التفاعل بين التراث المعماري والتاريخ العسكري والمدني في المدينة، كما يعزز فهم أهمية المحافظة على مواقع التراث العالمي لضمان استمرارها للأجيال القادمة.

تم إدراج المسقاة البرتغالية ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2004 كجزء من مدينة مازاكان البرتغالية، ويعكس الإدراج أهمية الموقع من الناحية التاريخية والهندسية والثقافية، ويؤكد التقدير الدولي للقدرات الهندسية للبرتغاليين في شمال أفريقيا، كما يتيح للباحثين دراسة استراتيجيات الدفاع والإمداد المائي في المدن المحصنة، ويبرز دور التراث في ربط الماضي بالحاضر في دراسة المواقع التاريخية.

يظل المسقاة البرتغالية رمزاً للابتكار الهندسي والتكيف المدني في زمن الاحتلال الأوروبي للمغرب، ويعكس التكامل بين الوظائف العسكرية والمدنية داخل القلعة، ويتيح للزوار المحليين والدوليين تجربة ثقافية وتاريخية متكاملة، ويؤكد على أهمية المحافظة على العناصر المائية القديمة كجزء من التراث العالمي، ويعزز من معرفة الجمهور بأهمية استدامة التراث المادي في المدن التاريخية.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار