الثلاثاء 1447/04/01هـ (23-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المغرب » مرئي » الآثار » المسجد العتيق بالجديدة يعكس تراث ديني ومعماري تاريخي فريد في المغرب

المسجد العتيق بالجديدة يعكس تراث ديني ومعماري تاريخي فريد في المغرب

بنى السلطان العلوي عبد الرحمن بن هشام المسجد العتيق داخل القلعة البرتغالية بمدينة الجديدة المغربية في القرن التاسع عشر الميلادي، ليصبح مركزاً دينياً للمجتمع المحلي.

ويتميز المسجد بتصميمه المعماري الذي يجمع بين الطراز الإسلامي التقليدي والعناصر الأوروبية التي تحملها القلعة، كما ساهم في استكمال هوية المدينة التاريخية وترسيخ قيم العبادة والتعليم الديني بين السكان.

أصبحت أهمية المسجد العتيق مزدوجة، إذ لم يقتصر دوره على العبادة فحسب، بل أصبح مكاناً للتجمع الاجتماعي والمناسبات الدينية، ويتيح لزوار المدينة التعرف على أساليب البناء الإسلامية في تلك الحقبة، كما يمكن من خلاله دراسة التفاعل بين العمارة الدينية والعسكرية، نظراً لوجوده داخل أسوار القلعة المحصنة، مما يعكس تكامل الوظائف المدنية والدينية في موقع واحد.

الجديدة 24 - المسجد العتيق بالحي البرتغالي بالجديدة.. معلمة دينية ظلت صامدة على مدى قرنين من الزمان

تضم المدينة العديد من الأبنية التاريخية الأخرى المرتبطة بالحقبة البرتغالية والعهد العلوي، ويبرز المسجد العتيق كعنصر مهم ضمن هذه المنظومة، حيث يجذب الباحثين والمهتمين بالتراث إلى دراسة تأثير الانتقال بين العصور الأوروبية والإسلامية على الطراز المعماري والوظائف المجتمعية، ويتيح التمعن في تفاصيل النقوش والزخارف التي تحمل رموزاً دينية وثقافية مميزة.

تم إدراج المسجد العتيق في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2004، كجزء من مدينة مازاكان البرتغالية، وذلك تقديراً لقيمته التاريخية والمعمارية والثقافية، ويعكس الإدراج حرص المجتمع الدولي على الحفاظ على هذا التراث الفريد، كما يعزز من أهمية المدينة كموقع يجمع بين الطابع الأوروبي الإسلامي ويدرس مراحل التطور العمراني والديني في المغرب، ويتيح للزوار فرصة فهم التفاعلات التاريخية بين مختلف الحضارات.

تستمر جهود السلطات المحلية في المحافظة على المسجد العتيق وصيانته، حيث تُنظم برامج ترميمية للحفاظ على الطابع المعماري والأثر التاريخي، بالإضافة إلى الفعاليات التعليمية والثقافية التي تهدف إلى تعريف الزوار بأهمية الموقع، ويتيح الموقع للطلاب والباحثين دراسة التوازن بين الحفاظ على التراث وإتاحة الفرصة للاستفادة التعليمية والثقافية من المعمار القديم.

يمثل المسجد العتيق اليوم رمزاً للهوية الدينية والثقافية لمدينة الجديدة، ويعكس مستوى التقدم في فنون البناء الإسلامي في المغرب خلال القرن التاسع عشر، كما يشكل جزءاً من تجربة سياحية تعليمية متكاملة للزوار المحليين والدوليين، ويبرز دوره كحلقة وصل بين الماضي والحاضر، ويؤكد أهمية إدراج المواقع التاريخية ضمن قوائم التراث العالمي لضمان استمرارها للأجيال القادمة.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار