السبت 1447/02/08هـ (02-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المملكة العربية السعودية » مرئي » المعالم التاريخية » المرقوق طبق تراثي غني بالتاريخ والقيمة الغذائية وجزء من الهوية السعودية

المرقوق طبق تراثي غني بالتاريخ والقيمة الغذائية وجزء من الهوية السعودية

طبق المرقوق مكانته في المطبخ السعودي واحد من أكثر الأطباق الشعبية ارتباطًا بالهوية الثقافية، ويمثل وجبة تقليدية غنية بالنكهات والعناصر الغذائية، ويمتد تاريخه إلى المناطق الزراعية في نجد، حيث كان يُعد طعامًا مشبعًا للفلاحين والعاملين، ويجمع بين البساطة في المكونات والقيمة الغذائية المرتفعة، وهو ما جعله من الوجبات الثابتة في موائد السعوديين منذ أجيال.

ارتبط المرقوق بفصل الشتاء نظرًا لقدراته على منح الجسم طاقة وشعورًا بالشبع لفترات طويلة، حيث يعتمد في تحضيره على عجين يُصنع من دقيق القمح ويُفرد يدويًا حتى يصبح رقيقًا جدًا، ثم يُقطع إلى شرائح صغيرة، وتُطهى هذه الشرائح داخل قدر يحتوي على مرق غني بالبهارات والخضروات واللحم، مما يمنح الطبق طابعًا خاصًا يميّزه عن سائر أطباق المطبخ المحلي.

وتُستخدم في تحضير المرقوق مجموعة متنوعة من الخضروات مثل الجزر، البطاطس، الكوسا، البصل، الطماطم، وتُضاف كمية مناسبة من اللومي المجفف لمنح المرقوق نكهة حمضية خفيفة تعزز المذاق النهائي، كما تتنوع البهارات المستخدمة ما بين الكمون، الفلفل الأسود، الكزبرة الجافة، وتُستخدم اللحوم الحمراء غالبًا، خاصة لحم الغنم، بينما يفضل البعض استبداله بالدجاج حسب الرغبة أو المتاح.

ويُعد المرقوق من الأطباق القليلة التي تنتشر في جميع مناطق السعودية مع اختلاف بسيط في طرق التحضير، ففي نجد يُضاف البصل المشوح على وجه الطبق قبل التقديم، أما في بعض المناطق الجنوبية فيُضاف العدس لإغناء الطعم وزيادة القيمة الغذائية، بينما ابتكر البعض وصفة تجمع بين المرقوق واللبن باستبدال معجون الطماطم باللبن الطازج لإضفاء نكهة خفيفة ومميزة.

وتكمن قوة المرقوق في سهولة تحضيره وتوافر مكوناته في معظم البيوت، ما جعله طبقًا منزليًا بامتياز، ويُقدَّم غالبًا في التجمعات العائلية والمناسبات الموسمية، ويُنظر إليه كطبق اقتصادي وعملي يجمع بين النكهة والتغذية، كما أنه يتكيف مع التفضيلات الشخصية، حيث يمكن إضافة أو استبعاد مكونات دون التأثير على جوهر الطبق.

ورغم التنوع الكبير في الأكلات الحديثة، لا يزال المرقوق يحتفظ بمكانته بوصفه طبقًا تراثيًا يرمز للبساطة والارتباط بالبيئة المحلية، ويُعد نموذجًا حيًا على استمرارية الموروث الشعبي في ظل التغيرات الثقافية والغذائية، ويعكس تمسك السعوديين بأطباقهم القديمة واعتزازهم بالمطبخ الذي يعبّر عن تاريخهم اليومي وموروثهم الزراعي والاجتماعي.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار