الثلاثاء 1447/04/15هـ (07-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » اليمن » مرئي » المعالم التاريخية » المدرسة العامرية معلم تراثي يمني جمع بين العلم والعبادة

المدرسة العامرية معلم تراثي يمني جمع بين العلم والعبادة

تأسست المدرسة العامرية في مدينة رداع بمحافظة البيضاء في عام 1504 ميلادية في عهد السلطان الظافر عامر بن عبد الوهاب أحد أبرز حكام الدولة الطاهرية، وسميت المدرسة باسمه، وقد مثلت منذ إنشائها واحدة من أهم المؤسسات التعليمية والدينية في اليمن، حيث جمعت بين وظيفة المسجد والمدرسة في آن واحد، ما جعلها مركزًا للعلم والعبادة ومعلماً بارزاً في التاريخ اليمني.

اشتهرت المدرسة العامرية بطرازها المعماري الإسلامي المميز الذي يعكس ملامح دولة الطاهرية، فقد تميزت بنسب دقيقة وتناسق واضح في توزيع مساحاتها، إضافة إلى استخدام الزخارف الإسلامية والكتابات القرآنية التي كانت تزين جدرانها وأسقفها، كما لعبت دوراً بارزاً في إبراز جماليات الخط العربي، وهو ما جعلها من أبرز نماذج العمارة الإسلامية في اليمن خلال القرون الماضية.

جامع و مدرسة العامرية

احتلت المدرسة مكانة خاصة ضمن قائمة المعالم المرشحة للانضمام إلى التراث العالمي لليونسكو، حيث تم إدراجها في القائمة الإرشادية المؤقتة، وهو ما يعكس قيمتها التاريخية والثقافية والمعمارية، إلا أن هذه القيمة لم تعفها من التهديدات المتعددة التي تعرضت لها على مر العقود بسبب العوامل الطبيعية وتداعيات النزاعات المسلحة التي ألقت بظلالها على معظم المواقع الأثرية في اليمن.

تعرضت المدرسة العامرية خلال السنوات الأخيرة لتصدعات وانهيارات جزئية بسبب القصف المباشر وغير المباشر، إلى جانب تأثيرات الأمطار والعوامل المناخية التي أدت إلى تآكل أجزاء من جدرانها وزخارفها، وقد شكل هذا الوضع خطراً حقيقياً على بقاء المعلم الذي يمثل جزءاً أصيلاً من ذاكرة اليمنيين وتراثهم، ما دفع أبناء المنطقة لإطلاق نداءات عاجلة للمنظمات الدولية من أجل إنقاذه والحفاظ عليه.

قلعة رداع والمدرسة العامرية

استجابت إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة لهذه النداءات، حيث شرعت في تنفيذ مشروع ترميم للمدرسة العامرية في عام 2017، واستهدفت هذه الجهود إعادة إحياء الطابع المعماري الأصيل للمدرسة وصيانة زخارفها وكتاباتها التي تضررت بفعل الإهمال والعوامل الطبيعية، كما هدفت إلى تعزيز قيمتها كمعلم أثري يجسد تاريخ اليمن الإسلامي.

تظل المدرسة العامرية شاهداً حياً على إسهامات الدولة الطاهرية في مجالي العلم والمعمار، إذ ما زالت أروقتها تروي قصص الأجيال التي تعلمت داخلها، وأسقفها تعكس بصمة فنية متميزة من تاريخ العمارة الإسلامية، وبين ما تواجهه من تحديات وما تبذل من جهود لصونها، تبقى المدرسة العامرية رمزاً بارزاً من رموز التراث اليمني ومرشحة بقوة للانضمام إلى قائمة التراث العالمي لما تمثله من قيمة تاريخية وحضارية.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار