شكل الكور ضريحًا أمازيغيًا بارزًا يعود للقرنين الرابع والثاني قبل الميلاد في فاس مكناس، وقد أصبح الموقع مرجعًا لدراسة المعتقدات الروحية والطقوس الجنائزية للأمازيغ القدماء، ويقع في منطقة الأطلس، حيث تبرز التلال الحجرية المعروفة باسم البازينا، ما يعكس براعة البناء باستخدام المواد المحلية ويمنح الزائر فرصة لفهم الطقوس القديمة.
ضم الموقع تلالًا اصطناعية من الحجارة تعكس تقنيات البناء الأمازيغية والطقوس الجنائزية، وقد شكل الكور مركزًا جنائزيًا مهمًا يوضح التطور الثقافي للمجتمعات الأمازيغية، بينما تشير الدراسات إلى أن الموقع كان مركزًا روحيًا، ما جعل منه شاهدًا على الحياة الاجتماعية والدينية في شمال إفريقيا قبل الميلاد، ويمنح الباحثين فرصة لاستكشاف تفاصيل الحياة اليومية والطقوس الجنائزية.
أدرجت اليونسكو الكور ضمن قائمتها الإرشادية المؤقتة تقديرًا لقيمته الثقافية كمعلم جنائزي، وتسعى السلطات المغربية لإدراجه رسميًا في قائمة التراث العالمي لتعزيز مكانته، وقد أجريت تنقيبات أثرية محدودة للكشف عن تفاصيل إضافية حول البنية والطقوس، بينما تواجه الآثار تحديات التعرية الطبيعية وتأثيرات المناخ الجبلي على تلال الموقع، ما يستدعي جهودًا مستمرة للحفاظ عليه.
تسعى الجهات المختصة لتطوير الموقع سياحيًا بهدف استقطاب الزوار من داخل وخارج المغرب، مع التركيز على إبراز الهوية الثقافية لمنطقة فاس مكناس كمركز حضاري غني بالتراث الأمازيغي، بينما يدعو الخبراء إلى دعم دولي لضمان استدامة جهود الترميم والتوثيق، بما يحافظ على إرث الكور ويضمن نقل المعرفة للجيل القادم، ويؤكد على أهميته كرمز حضاري وعلمي.
تساهم الكور في إبراز الهوية الأمازيغية ضمن التراث المغربي العريق، وتوضح براعة المجتمعات القديمة في التعامل مع البيئة واستخدام الموارد المحلية، بينما تعكس اللقى الأثرية ممارسات جنائزية متنوعة، وتكشف عن نمط الحياة والطقوس الاجتماعية في العصور القديمة، ويظل الموقع شاهدًا حيًا على التطور الثقافي والديني للأمازيغ قبل الميلاد، ويبرز أهميته العلمية والسياحية في الوقت نفسه.
تمنح الكور الباحثين والزوار فرصة التعرف على التراث الأمازيغي، وتساهم في تعزيز الوعي بتاريخ شمال إفريقيا، بينما تظل التلال الحجرية رمزًا للبراعة الهندسية والروحانية، ويعكس الموقع قدرة المجتمعات القديمة على الحفاظ على تراثها الثقافي، ويؤكد على دور المغرب في حماية تراثه العريق ونقله للأجيال القادمة، مع التوازن بين البحث العلمي والترويج السياحي.
المصدر: ويكيبيديا