يُعد الكشري من الأطباق المصرية الشعبية بامتياز، وهو يُمثل وجبة تراثية بأسعار معقولة، ما جعله يحتل مكانة فريدة كـ “ملك الأكلات الشعبية” في مصر، يتفرد هذا الطبق بكونه نباتياً في أساسه، حيث يجمع بين عدة أنواع من الحبوب والنشويات في طبق واحد، مما يجعله وجبة متكاملة ومغذية للغاية.
يتكون الكشري من مزيج ثلاثي من النشويات هي الأرز، والمكرونة، والعدس بجبة (العدس البني)، يُضاف إليه الحمص المسلوق بكميات وفيرة، والبصل المقلي المقرمش الذي يُعرف باسم “الورد”، والذي يُعتبر عنصراً أساسياً في إضفاء النكهة المميزة على الطبق، تُعد هذه المكونات البسيطة مصدر طاقة ممتاز، ما يفسر شعبيته الكبيرة بين جميع فئات المجتمع المصري.
تُقدم مكونات الكشري متراصة بشكل طبقات فوق بعضها البعض، حيث تُسكب المكرونة والأرز والعدس في قاع الطبق، ثم يُوضع فوقها القليل من الحمص والبصل المقلي كطبقة علوية، يُعتبر السر الحقيقي في طبق الكشري هو الصلصات المرافقة له، والتي تضاف حسب الرغبة الشخصية عند التقديم.
تتألف الصلصات الرئيسية من صلصة الطماطم (البندورة) الغنية بالتوابل والخل والثوم، والتي تُقدم دافئة، يُضاف إليها “الشطة” وهي صلصة حارة جداً ومحضرة من زيت مغلي ممزوج بالشطة الحمراء الجافة، لـ تلبية أذواق محبي الأطعمة اللاذعة والحارة، وتُعتبر “الدقة” عنصراً مكملاً ضرورياً، وهي عبارة عن مزيج سائل من الخل والماء والثوم والليمون، تُستخدم لترطيب الطبق وإضافة نكهة حامضة منعشة.
يعود تاريخ الكشري إلى بدايات القرن التاسع عشر في مصر، ويُقال إن أصله قد يكون مستوحى من أطباق آسيوية مشابهة أدخلها الهنود إلى البلاد، ولكنه تطور وأصبح مصرياً خالصاً، مع إضافة المكرونة وصلصة الطماطم والبصل المقلي الذي يميزه عن أي طبق آخر، يُستهلك الكشري بشكل يومي في مصر، سواء كوجبة منزلية، أو كوجبة سريعة تُقدم في مطاعم متخصصة ومشهورة بتقديمه فقط.
تُجسد وجبة الكشري البساطة الاقتصادية والقيمة الغذائية العالية، وهي تعتبر وجبة ديمقراطية؛ حيث يتساوى في حبها وتناولها جميع أفراد المجتمع المصري على اختلاف طبقاتهم، يظل الكشري أيقونة مطبخ الشارع المصري، وواجهة غذائية للمذاق الشعبي والتراثي الذي لا يزال يحتفظ بأصالته.
المصدر: ويكيبيديا
