تظهر القندورة السراقبية كزي تقليدي نسائي في مدينة سراقب بريف إدلب، وتبرز بتصاميمها الفريدة وزخارفها الدقيقة، وتستغرق شهورًا لإتمام الخياطة والتطريز اليدوي، وقد توارثتها نساء المدينة عبر الأجيال لتبقى علامة مميزة للهوية الثقافية.
تستخدم القندورة خامات فاخرة تشمل الساتان اللامع والحرير الطبيعي النقي، ويظهر ذلك جليًا في تفاصيلها الدقيقة، بينما تزينها نقوش فنية مستوحاة أحيانًا من التصاميم البيزنطية القديمة، ويبرز فيها تصميم “السكة” المتمثل في مربع وسط الصدر مزين بزخارف مختلفة تجعل كل قطعة فريدة.
تتمتع القندورة السراقبية بقيمة فنية عالية، خصوصًا تلك المصنوعة من الحرير الخالص، وتعد بمثابة قطعة فنية ثمينة تعكس براعة النساء في الخياطة والتطريز اليدوي، كما تحمل القندورة طابعًا شخصيًا لكل امرأة ترتديها بما يعكس مكانتها الاجتماعية والمجتمعية في المدينة.
تعود أصول القندورة السراقبية إلى العصر الكنعاني القديم، مما يجعلها إرثًا حضاريًا يمتد لآلاف السنين، وقد حظيت بتقدير المتاحف العالمية التي عرضتها نظرًا لقيمتها التاريخية والفنية، لتكون شاهدة على التراث السوري الأصيل والذوق المحلي الذي حافظت عليه نساء سراقب عبر الزمن.
تمثل القندورة جزءًا أصيلًا من الأزياء الشعبية السورية، ورغم خصوصيتها بمدينة سراقب، إلا أنها تجسد الهوية الثقافية للمرأة السورية بشكل عام، وتواصل النساء في المدينة اليوم صناعة وتزيين هذه القندورة للحفاظ على هذا الإرث الفني، كما أصبحت مرجعًا للأبحاث والدراسات المتعلقة بالتراث السوري التقليدي.
المصدر: ويكيبيديا
