الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الأردن » مرئي » الملابس » العمامة العربية تكشف أسرار الهوية والتاريخ الاجتماعي عبر القرون المختلفة

العمامة العربية تكشف أسرار الهوية والتاريخ الاجتماعي عبر القرون المختلفة

احتفظت العمامة بمكانتها عبر العصور كرمز ثقافي واجتماعي يتجاوز كونها مجرد قطعة من الملابس، فقد ارتدتها قبائل شبه الجزيرة العربية منذ ما قبل الإسلام، وشملت القحطانيين والعدنانيين والأنصار، وتنوعت أشكالها وألوانها بين المناطق، مع دلالات اجتماعية مختلفة لكل لون.

وصف المؤرخون العمامة بأنها “تيجان العرب”، مما يعكس أهميتها في الهوية العربية، فقد كانت تُرتدى يوميًا من قبل الجميع، ثم تحول استخدامها لاحقًا ليكون علامة تمييز للفئات أو رجال الدين، وبرز اللون الأسود في العصر العباسي مع أبو جعفر المنصور، وانتقل لاحقًا إلى رجال الدين الشيعة كرمز للانتماء لسلالة النبوة، وهو ما يعكس قدرة العمامة على التعبير عن الانتماء الديني والسياسي والاجتماعي في الوقت ذاته.

الموقف الفقهي من عمامة علماء الدين ولباسهم / د. الشيخ حيدر حب الله - الاجتهاد

اعتمدت مناطق الخليج على العمامة كجزء من الزي التقليدي اليومي، وتنوعت المسميات حسب الولاية أو المنطقة، مثل “العمامة الصورية” و”السعيدية” في سلطنة عمان، وتظل العمامة العمانية رمزًا للفخر والهوية الشخصية، حيث يعرف بها لابسها، وتستمر هذه العادة في التقاليد المحلية والمناسبات الرسمية.

انتشرت العمائم في شبه الجزيرة العربية بأشكال مختلفة، فالحجاز شهد استخدام العمامة الحجازية ذات اللون والتطريز المميز، بينما أصبحت الكوفية نوعًا شائعًا للارتداء اليومي، تُثبت بالعقال للحماية من الشمس والرمال والغبار، وتعكس مهارة الصانع المحلي في الجمع بين الجمالية والوظيفية، ما يجعلها عنصرًا عمليًا وثقافيًا في آن واحد.

تغيرت دلالات العمامة حسب القبائل والمناطق، فقد كانت في قريش رمزا للشرف والمكانة الاجتماعية، وكان امتلاك عمامة مميزة سببًا للفخر، وتطورت هذه الرمزية مع الزمن لتصبح جزءًا من الهوية العربية الموروثة، فيما يبقى التصميم والألوان والطرق التقليدية في اللف تعكس التنوع الثقافي الغني للجزيرة العربية، وتظهر كيف استمر التراث في التأثير على الملبوسات اليومية والمناسبات الخاصة.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار