الثلاثاء 1447/03/17هـ (09-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » العراق » مرئي » الآثار » العقبة.. محطة أثرية بارزة على طريق الحج في درب زبيدة التاريخي

العقبة.. محطة أثرية بارزة على طريق الحج في درب زبيدة التاريخي

 

تُشكل العقبة في محافظة النجف محطة أثرية بارزة على طريق الحج، إذ تقع على درب زبيدة التاريخي وتعد جزءًا من القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو، كما كانت نقطة توقف رئيسية لقوافل الحجاج التي تربط الكوفة بمكة المكرمة، ويعكس الموقع إرثًا حضاريًا غنيًا يروي قصص الرحلات والتواصل بين الشعوب الإسلامية عبر القرون.

يحاط الموقع بتلال ووديان صغيرة، ويضم خزانات مائية قديمة وسدًا لتجميع المياه، وهو ما يوضح براعة الهندسة المعمارية القديمة في تنظيم الموارد المائية، كما يشير إلى الاهتمام بضمان راحة الحجاج أثناء رحلتهم الطويلة، ويبرز الدور الاستراتيجي للعقبة كمركز ديني وتجاري دعم رحلات الحج ونشاطات التبادل بين المدن الإسلامية.

تُظهر الآثار المكتشفة في العقبة حيات القوافل القديمة، وتروي قصص الترحال والصمود في مواجهة الظروف الصحراوية القاسية، كما تمثل العقبة جزءًا مهمًا من إرث درب زبيدة الذي يجسد عبق التاريخ العراقي والإسلامي، إذ يبرز التصميم المعماري للموقع التوازن بين الوظائف العملية والجمالية، ويعكس مهارة المخططين القدماء في خدمة الحجاج والتجار معًا.

من مآثر أهالي العقبة : مأثرةٌ لآل الكباريتي - هنا العقبة

تسعى الحكومة العراقية لتسجيل العقبة ضمن قائمة التراث العالمي بهدف الحفاظ على قيمتها الثقافية والتاريخية، إذ توفر المناظر الطبيعية المحيطة بها تجربة بصرية فريدة للزوار والباحثين عن التراث الإسلامي، كما تساهم في تعزيز السياحة الثقافية والأثرية، وتحافظ على هوية درب زبيدة كأحد أهم طرق الحج التاريخية في العالم الإسلامي.

يحتوي الموقع على أحواض لتخزين المياه تعكس التخطيط المعماري الدقيق، كما يوضح تصميمه قدرة المهندسين القدامى على مواجهة تحديات البيئة الصحراوية، ويجسد العقبة روح التحدي والصمود، إذ كانت ملتقى للحجاج والتجار، وعززت التبادل الثقافي والديني بين مختلف المناطق الإسلامية، ما أكسبها قيمة كبيرة على المستويين الاجتماعي والديني.

تجسد العقبة اليوم رمزًا للتواصل الحضاري والإيمان الراسخ للحجاج الذين عبروا الصحراء، كما تبرز الجهود الدولية والمحلية للحفاظ على الموقع وتراثه العريق، إذ يسعى المختصون لإبراز قيمته التاريخية والثقافية وتعزيز الوعي بأهمية درب زبيدة في التاريخ الإسلامي، وهو ما يجعل الموقع وجهة تعليمية وسياحية مهمة للزوار.

تظل العقبة محطة خالدة في الذاكرة الجماعية، إذ تربط الماضي بالحاضر، وتروي قصص الصمود والإيمان، وتبرز جمال التراث الإسلامي، كما تعكس براعة الحضارة الإسلامية في تنظيم طرق الحج، وتحافظ على إرث ديني وثقافي يمتد عبر القرون، وتلهم الأجيال الجديدة لاستكشاف تاريخ العراق الغني وإرثه الحضاري.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار