الثلاثاء 1447/04/01هـ (23-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » قطر » غير مرئي » المعالم التاريخية » الصقارة تراث ثقافي قطري يربط الإنسان بالطبيعة والتاريخ

الصقارة تراث ثقافي قطري يربط الإنسان بالطبيعة والتاريخ

 

تُعد الصقارة فنًا تقليديًا يركز على تدريب الصقور، وتشمل الممارسة إطلاق الطيور الجارحة للصيد، ويعكس هذا التراث ارتباط الإنسان العميق بالطبيعة، كما يجسد مهارات الصقار في التعامل مع الطيور وفهم سلوكها لضمان صيد ناجح ومتوازن بيئيًا.

في الماضي كانت الصقارة وسيلة لتوفير الطعام، أما اليوم فهي تمارس كنشاط ترفيهي وثقافي يجذب أشخاصًا من مختلف الأعمار والثقافات، ويتيح لهم فرصة التعرف على مهارات الصقار التقليدية وفهم العلاقة بين الإنسان والطبيعة بشكل مباشر.

يتقاسم الصقارون قيمًا وتقاليد مشتركة عالميًا، تشمل طرق تربية الطيور ورعايتها، وتعتبر العلاقة بين الصقار والطائر جوهر هذا الفن، حيث يعتمد النجاح على الصبر والانضباط والتفاهم المتبادل بين الإنسان والطائر لضمان ممارسة آمنة ومستدامة.

تتضمن الصقارة معدات تقليدية مصنوعة بعناية، ويقوم الحرفيون بإعداد أدوات دقيقة للتدريب، وتعكس هذه المعدات الإبداع والمهارة المتوارثة عبر الأجيال، كما تسهم في الحفاظ على أصالة التراث وضمان استمرار استخدام الطرق التقليدية في الصيد والتدريب.

الصقارة في السعودية - سعوديبيديا

يشمل مجتمع الصقارة مؤسسات داعمة متنوعة، منها مستشفيات الصقور التي توفر الرعاية الصحية للطيور، ومراكز التربية التي تعزز الحفاظ على الأنواع، وتلعب وكالات الحفظ دورًا في حماية الطيور الجارحة، ويبرز بذلك دور الصقارة في الحفاظ على التوازن البيئي المحلي.

في عام 2021 أدرجت اليونسكو الصقارة ضمن التراث الثقافي غير المادي، وشمل الإدراج دولًا مثل قطر والسعودية والمغرب، ويعكس هذا التصنيف أهميتها الثقافية العالمية ويعزز جهود الحفاظ عليها ونقل مهاراتها للأجيال الجديدة على نطاق دولي.

تُنظم فعاليات ومهرجانات للترويج للصقارة عالميًا، وتتيح هذه المناسبات للزوار اكتشاف جمال العلاقة بين الصقار والطائر، كما تشجع على تبادل الخبرات والمعرفة بين الثقافات المختلفة، مما يجعل الصقارة جسرًا يربط بين الشعوب ويعزز التواصل الثقافي.

تواجه الصقارة تحديات مرتبطة بالحداثة والتغيرات البيئية، إذ يشكل انخفاض أعداد الطيور الجارحة تهديدًا لاستمرارية الفن، لكن البرامج التعليمية وورش العمل تشجع الشباب على تعلم الصقارة ونقل المهارات التقليدية، لضمان استمرار ممارسة هذا التراث بشكل مستدام.

تُسهم الصقارة في تعزيز السياحة الثقافية من خلال المهرجانات الدولية التي تسلط الضوء على هذا الإرث، وتتيح للزوار تجربة تعليمية تفاعلية، كما تظل رمزًا للتواصل مع الطبيعة، حيث يحكي كل تدريب قصة صبر وتفانٍ، ويبرز التراث الفلسطيني كعنصر حي يستحق الاحتفاء والحماية.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار