الثلاثاء 1447/04/01هـ (23-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المغرب » مرئي » الآثار » السور الموحدي إرث الدفاع والعمارة في الرباط المغربية

السور الموحدي إرث الدفاع والعمارة في الرباط المغربية

شيد السلطان يعقوب المنصور السور الموحدي في القرن الثاني عشر، ويمتد عبر الجهتين الجنوبية والغربية للمدينة، ويبرز كرمز للتحصينات الدفاعية القديمة، ويعكس تصميمه براعة العمارة الموحدية وقوة الدولة في العصور الوسطى، ويعد السور من أبرز المعالم التاريخية التي شهدت صمود الهيكل أمام الزمن والعوامل الجوية المتغيرة.

ضم السور خمس بوابات ضخمة تحمل أسماء تاريخية، من بينها باب لعلو وباب الحد وباب الرواح، وتزين الأبراج الدفاعية تصميم السور العسكري وتمنحه طابعًا مميزًا، كما تعكس الزخارف الفنية على البوابات فن العمارة الإسلامية في تلك الحقبة، وتوفر لمحة عن التخطيط العمراني القديم والقدرة الهندسية الموحدية في بناء التحصينات.

أدرجت اليونسكو السور ضمن قائمة التراث العالمي عام 2012، ضمن موقع “الرباط، العاصمة الحديثة والمدينة التاريخية”، ويعزز هذا الإدراج مكانة المدينة كمركز ثقافي عالمي، ويسلط الضوء على أهمية الحفاظ على هذا الإرث التاريخي من التدهور الناتج عن التآكل والرطوبة والعوامل البيئية، ويعمل المسؤولون على توفير التمويل المستمر لأعمال الترميم والصيانة.

السور الموحدي الأرشيف - سائح

يجذب السور الزوار بجماله المعماري وقيمته التاريخية، ويقدم سردًا حيًا عن الدفاع عن المدينة ونفوذ الدولة الموحدية، كما يسهم الموقع في تعزيز السياحة الثقافية بالرباط، ويجذب الباحثين وعشاق التاريخ من مختلف أنحاء العالم، ويساعد هذا الاهتمام في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال الترويج للمعالم التراثية وإبراز الهوية الثقافية للمدينة.

تستمر أعمال التنقيب والدراسة لكشف تفاصيل جديدة عن السور، ويعمل الباحثون على توثيق تاريخه بدقة وفهم أسرار العمارة الموحدية، كما تقدم الاكتشافات معلومات عن المواد المستخدمة وطرق البناء، وتساعد في إعادة بناء صورة الحياة العمرانية في القرن الثاني عشر، وتبرز قدرة الموحدين على دمج الجمال الفني مع متانة التحصين العسكري.

يمثل السور الموحدي رمزًا للتراث المغربي العريق، ويعكس التنوع الثقافي الذي شكل مدينة الرباط عبر القرون، ويظل شاهدًا حيًا على عظمة الماضي والتحديات المرتبطة بالحفاظ على التراث، ويؤكد أهمية الرباط كمركز حضاري تاريخي، ويظل السور مصدر فخر للمغاربة ومقصدًا للزوار الباحثين عن تجربة ثقافية ومعمارية فريدة.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار