السبت 1447/06/01هـ (22-11-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الكويت » غير مادي » المعالم التاريخية » السامري.. فن كويتي أصيل يجسد إيقاع الصحراء الهادئ ودفء القصائد الشعرية

السامري.. فن كويتي أصيل يجسد إيقاع الصحراء الهادئ ودفء القصائد الشعرية

يُعد فن السامري أحد أبرز الفنون الشعبية الكويتية الأصيلة، وهو يُمثل تراثاً فنياً غنائياً يتميز بإيقاعه الهادئ والرزين، ما يجعله مختلفاً عن فنون البحر الصاخبة، اكتسب هذا الفن اسمه لارتباطه بـ “السمر” (اجتماعات الليل والمسامرة)، حيث كان يُؤدى في تجمعات خاصة للاستمتاع والطرب الخفيف بعد انتهاء العمل اليومي.

يُصنف السامري ضمن الفنون الغنائية الحضارية التي نشأت في مناطق البر والداخل، وانتشرت في الكويت والجزيرة العربية، يعتمد هذا الفن في أدائه على حلقة دائرية تتكون من الرجال والنساء معاً، حيث يتناوب المشاركون على الإنشاد، ما يخلق حالة من التفاعل والتناغم الجماعي الدافئ.

المنور | فن السَّامري في المملكة العربية السعودية

يتميز إيقاع السامري بالبطء والرتابة والهدوء، وهو ما يميزه عن إيقاعات “الخماري” أو “النجدي”، تُستخدم آلات إيقاعية بسيطة ومحدودة، أبرزها “الطار” (أو الدُف)، و”الكف” (التصفيق)، الذي يُؤدى بإيقاع دقيق وموحد لضبط سرعة الأداء، تُعد بساطة الآلات انعكاساً لطبيعة الفن الذي يركز على الكلمة واللحن.

يعتمد السامري بشكل كبير على الشعر الشعبي الفصيح، خاصة الشعر النبطي العاطفي والغزلي، تُؤدى القصيدة في شكل مقاطع يرددها مجموعة من المنشدين (الكورس)، بينما ينفرد المؤدي الرئيسي (المطرب أو الحافظ) بإنشاد المقطع الأساسي، يُفضل هذا الفن الموضوعات التي تتناول الشوق، والحب، والوصف، والحكمة، ما يجعله فناناً وجدانياً بامتياز.

يُقدم السامري في المناسبات الاجتماعية الخاصة، كحفلات الزواج، ويُعتبر جزءاً من طقوس الأفراح التي تقام في المنازل، يُعكس الأداء الجماعي في السامري، وتوزيع الأدوار بين الإنشاد والتصفيق، قيمة التماسك والتعاون الاجتماعي الراسخ في المجتمع الكويتي، يظل هذا الفن شاهداً على عمق التراث البري الكويتي، الذي لا يقل أهمية عن التراث البحري، ويستمر في حفظ القصائد والألحان القديمة.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار