يُمثّل الزي الهاشمي، المعروف باسم “الهاشمي”، ثوبًا تقليديًا فريدًا تتألق به النساء العربيات في العراق، ويُعدّ رمزًا للهوية والتراث في بلاد الرافدين، كما يتميز هذا الثوب العريق بجمالية تصميماته وأناقة ألوانه الملفتة للنظر، الأمر الذي أكسبه شهرة واسعة.
يتفرد هذا اللباس بتركيبته اللونية الأساسية التي غلب عليها الأسود الفاحم والذهبي اللامع في صورته الأولية، وتشكل هذه الثنائية تباينًا ملكيًا يمنح المرتدية هالة من الوقار والفخامة، الأمر الذي عزز مكانته كزي احتفالي بامتياز، وغالباً ما يُحاك بدقة متناهية.
يعود ارتباط هذا الثوب التراثي مباشرةً بقبيلة بني هاشم العربية العريقة، وهي النسبة التي منحته اسمه وشهرته التاريخية الممتدة، ما يضفي عليه بعدًا اجتماعيًا وتاريخيًا عميق الجذور في المنطقة، ويشير إلى أصالة من ترتديه.
شهدت صناعة الهاشمي تطورات جمالية على مر العصور، حيث أضيفت إليه تدرجات لونية جديدة، من أبرزها الأحمر الممزوج بخيوط ذهبية متلألئة، وتُصنع هذه الأثواب غالباً من أقمشة فاخرة مثل المخمل الثقيل والحرير المنسوج، الأمر الذي يعكس مهارة الحرفيين المحليين.
يكتمل جمال الزي الهاشمي بارتدائه مع طقم متناسق من المجوهرات التقليدية التي تزيد من بهاء الإطلالة، وتتضمن هذه الحلي قطعًا ثمينة من الأقراط الذهبية المتدلية والقلائد الكبيرة المزخرفة، بالإضافة إلى مجوهرات الرأس الفضية أو الذهبية التي تُعرف بـ”الطاسة” أو “الشواشي”.
ترتدي النساء هذا الزي الفخم في المناسبات الكبرى والاحتفالات المهمة، كالأعراس الملكية والحفلات الوطنية والأعياد الدينية، حيث يُعبر عن المكانة الاجتماعية والذوق الرفيع لصاحبته، ويُظهر تمسكها العميق بالهوية الثقافية العراقية الأصيلة.
امتد تأثير الهاشمي ليجاوز الحدود الجغرافية والقومية داخل العراق، إذ عمدت بعض المجاميع العرقية غير العربية إلى تكييف هذا الزي وإدخاله ضمن نسيج ثقافاتها المحلية، الأمر الذي يدل على قوة جاذبيته ورمزيته الثقافية الجامعة، ما جعله رمزاً وطنياً.
يتميز التطريز الهاشمي بالدقة المتناهية والزخارف المعقدة التي تُنفذ يدوياً بخيوط قصبية وذهبية لامعة، وتُشكل هذه الزخارف الهندسية أو النباتية جزءًا لا يتجزأ من قيمة الثوب المادية والتراثية، وتستغرق صناعته أسابيع طويلة من العمل المضني والشاق.
يُعتبر هذا الزي استثمارًا ثمينًا وتراثًا عائليًا تتناقله الأجيال من الأمهات إلى البنات، وغالبًا ما يكون مؤشرًا على الثراء والنسب الأصيل في المجتمع العراقي، كما أن قيمته الفنية ترتفع مع قدمه وجودة مواده وتطريزه اليدوي النادر.
يواجه الحرفيون اليوم تحديات في الحفاظ على الأسلوب الأصيل للتطريز في ظل التطور السريع لصناعة الأزياء وتقليد التصميمات، وتُبذل جهود حثيثة لتوثيق تقنيات الحياكة التقليدية ونقلها للأجيال الشابة، لضمان استمرارية هذا الموروث من الاندثار.
يسعى مصممو الأزياء العراقيون المعاصرون إلى إعادة إحياء الزي الهاشمي بلمسة حديثة دون إخلال بجوهره التقليدي، وقد ظهرت تصاميم مستوحاة منه على منصات عرض عالمية مرموقة، ما عزز حضوره في المشهد الثقافي العالمي كجزء من الفن الشرق أوسطي.
يبقى الهاشمي شاهدًا حيًا على تاريخ العراق وتنوعه الثقافي الغني، وهو ليس مجرد قطعة ملابس فاخرة، بل هو سرد بصري لحضارة موغلة في القدم، ويعكس فخر المرأة العربية بتراثها وهويتها الأصيلة، ولهذا يجب دعم صانعيه للحفاظ على ديمومته.
المصدر: ويكيبيديا