يُجسد الزبون أحد ملامح الزي النسائي التقليدي في المملكة، ويُعد من أكثر الملابس الشعبية ارتباطاً بمنطقة حائل والمناطق الشمالية، حيث ترتديه النساء في المناسبات الاجتماعية والرسمية، ويعبّر من خلال تصميمه وتفاصيله عن خصوصية ثقافية تميز الشمال السعودي، كما يمثل امتداداً لمظهر الأناقة النسائية التي ارتبطت ببيئة البادية والمدينة في تلك المناطق منذ عقود طويلة.
انطلق الزبون بوصفه رداءً علوياً مفتوحاً من الأمام، يتميز بياقة عالية تضيف للزي طابع الوقار، بينما تأتي أكمامه الطويلة متسعة قليلاً، مع وجود فتحة صغيرة عند طرف كل كم، تعزز من سهولة الحركة وتمنح الشكل النهائي انسيابية خاصة.
ويظهر من بين أكمام الزبون ما يُعرف بأكمام ثوب المرودن، الذي يعتبر جزءاً من اللباس التقليدي في المنطقة نفسها، ويؤكد ذلك على التكامل بين الأزياء المحلية واختلافها عن بقية المناطق السعودية.
يتضمن الزبون فتحات صغيرة على الجانبين، ويُخاط غالباً من أقمشة قطنية أو حريرية ذات ألوان هادئة، ويُزيّن في بعض الأحيان بخيوط مطرزة أو نقشات ناعمة، ما يضفي عليه مظهراً يجمع بين الأصالة والبساطة.
ويُلبس الزبون في الأعياد والزيارات والمناسبات العامة، وقد ترتديه بعض النساء في الاحتفالات الشعبية والمهرجانات التراثية، ليكون شاهداً حياً على استمرارية هذا الموروث في الذاكرة الجماعية.
يكتسب الزبون مكانته لكونه رمزاً من رموز الهوية الوطنية، ويعبر عن تراث المنطقة الشمالية بجمالياته المتأصلة في المجتمع المحلي، كما يجمع بين الأناقة والبساطة، ويُظهر ذوق النساء في اختيار تصاميمهن الشعبية ضمن بيئة اجتماعية لا تزال تحافظ على مظاهرها التقليدية.
ويعكس الزبون جانباً من ثقافة اللباس التي تميز المجتمع السعودي، في وقت تزداد فيه الدعوات للحفاظ على الهوية من خلال إعادة الاعتبار للزي المحلي.
يُرافق الزبون في حضوره أزياء أخرى تنتمي للمشهد التراثي ذاته مثل الثوب والغترة والعقال والبشت، والتي تكمّل الصورة العامة للملبس السعودي، وتبرز تنوعه من منطقة إلى أخرى.
وتسهم هذه الأزياء مجتمعة في حماية ذاكرة التراث السعودي، وفي تعزيز الانتماء الوطني داخل المجتمع، خصوصاً عندما تُعرض في الفعاليات والمهرجانات أو توثقها الجهات المهتمة بالتراث، مما يدعم استمرارها في وجدان الأجيال الجديدة.
المصدر: ويكيبيديا