الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الإمارات العربية المتحدة » غير مرئي » المعالم التاريخية » الرزفة تراث إماراتي وعُماني يعكس الوحدة والفخر الوطني

الرزفة تراث إماراتي وعُماني يعكس الوحدة والفخر الوطني

 

يُمثل فن الرزفة تراثًا ثقافيًا نابضًا بالحياة، يُمارس في دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان، ويجمع الرجال من مختلف الأعمار، حيث يُقام في الأعراس والاحتفالات الوطنية، ويصطف المؤدون في صفين متقابلين، حاملين عصي الخيزران، ويتبادلون الأبيات الشعرية بإيقاع متناغم، كما يقود المغني الرئيسي الجوقة، ويُلقن الشعر النبطي، ليُحيي روح المناسبة.

تتحول الصفوف إلى جوقة مزدوجة، يردد كل صف ما غناه الآخر، ويتحركون في تناغم على أنغام الطبول والآلات التقليدية، وتُختار الأبيات بعناية، لتعكس قيم الفخر والوحدة، وتُبرز الإبداع الشعري، كما يُضفي الإيقاع الحماسي على الأداء حيوية، ويجذب الحضور، ويعزز الروابط الاجتماعية بين الأفراد.

يُؤدي الراقصون حركات دقيقة، ويحملون بنادق خشبية رمزية، في محاكاة للتقاليد القديمة التي كانت تُمثل الاحتفال بالنصر والشجاعة، وفي بعض الأحيان، تنضم فتيات صغيرات للعرض، يتأرجحن بشعورهن، ما يضفي بهجة على العرض، ويُعزز من جماليته، ويُبرز روح المجتمع.

صحيفة الاتحاد الإماراتية | «الرزفة».. فن الحربية والفروسية

يُنقل فن الرزفة عبر الأجيال بشكل طبيعي، حيث يتعلمه الأفراد في التجمعات العائلية، ويكتسبونه بالممارسة والمشاركة، وتُعزز المناسبات الاجتماعية استمراريته، وتشجع الشباب على تعلمه، ما يحافظ على هويته الثقافية الفريدة، ويُعد الفن جسرًا بين الماضي والحاضر، يحمل قيم التراث، ويعزز الفخر الوطني.

أُدرجت الرزفة في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي عام 2015، وعُرفت كرمز ثقافي مشترك بين الإمارات وعُمان، ما منحها مكانة عالمية مرموقة، ويُبرز هذا الإدراج أهميتها، ويُساهم في حمايتها، ويشجع على توثيقها وتطويرها، لتظل جزءًا من الإرث الإنساني، وتُظهر الرزفة تنوع التراث الثقافي المشترك، وتُعزز مكانتهما، وتُبرز دورهما الثقافي.

تُشكل الرزفة أكثر من مجرد عرض فني تقليدي، فهي تُجسد الوحدة والانتماء، وتربط الأفراد بتاريخهم العريق، وتُعبر الأبيات عن القيم المشتركة، وتعزز الروابط الاجتماعية، وتحيي ذكرى الأجداد، وتُقام في المهرجانات الثقافية، وتجذب السياح، وتُبرز التنوع الحضاري والثقافي الغني.

تواجه الرزفة تحديات الحداثة، وتتطلب جهودًا مستمرة للحفاظ عليها، وتشجيع تعليمها للأجيال الجديدة، وتُنظم ورش عمل وفعاليات ثقافية، لتعزيز حضورها في المجتمع، وتشجيع الإبداع في أدائها، وتساهم هذه المبادرات في استدامتها، وتحافظ على إرثها، لتضمن بقاءها حية.

يُعد فن الرزفة رمزًا للتراث المشترك، ويُبرز الإبداع الشعري والموسيقي، ويُعزز من مكانة الإمارات وعُمان كمنبع للإبداع، ويُشكل هذا الفن شاهدًا على ثراء الثقافة المحلية، ويربط الأجيال، ويعزز الهوية الوطنية، فكل إيقاع، وكل بيت شعري، يروي قصة، ويُحيي قيم الوحدة والفخر.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار