الأثنين 1447/03/16هـ (08-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المملكة العربية السعودية » مرئي » المعالم التاريخية » الربذة.. مدينة تراثية في السعودية ارتبطت بعصر النبوة والخلفاء الراشدين

الربذة.. مدينة تراثية في السعودية ارتبطت بعصر النبوة والخلفاء الراشدين

شكلت الربذة محطة رئيسية على درب زبيدة الذي يربط العراق بمكة خلال العصور الإسلامية، وتقع المدينة شرق المدينة المنورة على بعد 170 كم، وتعد موقعًا أثريًا بارزًا شهد مرور الحجاج والقوافل عبر الصحراء، وأسهمت في تسهيل الرحلات الدينية والتجارية، كما حملت أهمية استراتيجية في ربط مختلف مناطق العالم الإسلامي.

أدرجت اليونسكو الربذة ضمن قائمتها الإرشادية المؤقتة كجزء من طرق الحج تقديرًا لقيمتها التاريخية، وتعمل السلطات السعودية على إدراجها رسميًا ضمن قائمة التراث العالمي لتعزيز مكانتها، كما يشهد الموقع اهتمامًا سياحيًا متزايدًا، ويجذب الباحثين المهتمين بتاريخ الحج والحضارة الإسلامية المبكرة، ويعتبر نموذجًا فريدًا لفهم التنظيم الإداري للقوافل وطرق السفر في الصحراء.

عاشت في الربذة شخصيات إسلامية بارزة مثل الصحابي أبو ذر الغفاري الذي توفي فيها، وتعكس المباني الحجرية الطراز المعماري للعصور الإسلامية المبكرة، كما كانت الربذة مرعى للإبل قبل الإسلام ثم تحولت إلى مركز لخيل المسلمين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ويبرز الموقع كشاهد على التنظيم الدقيق للقوافل التي اجتازت الصحراء لأداء فريضة الحج، ما منحها أهمية دينية وإدارية متكاملة.

الربذة» مدينة ارتبطت بعصر النبوة والخلفاء الراشدين

تشمل آثار الربذة بقايا مساكن وآبار كانت تلبي احتياجات الحجاج والمسافرين عبر درب زبيدة، وتعكس هذه المعالم طبيعة الحياة في الصحراء وكيفية إدارة الموارد المائية والبنى التحتية في العصور الإسلامية، وأجريت أعمال تنقيب محدودة للكشف عن المزيد من الآثار وتوثيق تاريخ الموقع، بينما تواجه المدينة تحديات الحفاظ على آثارها بسبب التعرية الصحراوية وتأثير الزمن على المباني الحجرية.

يعكس موقع الربذة أهمية درب زبيدة كشريان تجاري وديني في التاريخ الإسلامي، وتساهم المدينة في تعزيز الهوية الثقافية السعودية كجزء من تراث الحج العريق، كما تشير الدراسات إلى أن الربذة كانت مركزًا إداريًا يدعم الحجاج والتجار في رحلاتهم، ويطالب الخبراء بتكثيف الجهود الأثرية لتوثيق الموقع ونقل إرثه للأجيال القادمة، ويبرز الموقع كرمز للتواصل الحضاري بين المناطق الإسلامية المختلفة.

تحتاج جهود الترميم إلى دعم دولي للحفاظ على الموقع كوجهة تراثية مستدامة، وتستمر السلطات السعودية في تطوير الربذة سياحيًا لاستقطاب الزوار من داخل وخارج المملكة، ويعتبر الموقع شاهدًا حيًا على تاريخ الحج وتجسد قصص الحجاج في رحلتهم الروحية، كما يعكس التفاعل بين الدين والسياسة والتجارة في العصور الإسلامية المبكرة ويبرز قدرة الحضارات الإسلامية على تنظيم الرحلات الطويلة بكفاءة.

المصدر: موقع الهيئة الملكية لمحافظة العلا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار