الثلاثاء 1447/03/10هـ (02-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المغرب » مرئي » المعالم التاريخية » الرباط.. عاصمة مغربية تجمع التاريخ والتراث والحداثة بإبداع

الرباط.. عاصمة مغربية تجمع التاريخ والتراث والحداثة بإبداع

أسس عبد المؤمن بن علي الرباط عام 1146 كعاصمة موحدية على ساحل الأطلسي، وقد أصبحت المدينة مركزًا حضريًا نابضًا بالتاريخ والثقافة، وتستفيد من موقعها على ضفة نهر بورقراق في سهل منبسط، ما منحها مزيجًا فريدًا بين التراث المعماري والحداثة الحضرية، ويبرز الدور الاستراتيجي للمدينة في التاريخ المغربي.

تضم الرباط معالم بارزة مثل صومعة حسان وقصبة الوداية التي تعود للقرن الثاني عشر، وقد خضعت لأعمال ترميم دقيقة للحفاظ على هيكلها وقيمتها التاريخية، بينما شُيدت البلدة الجديدة تحت الحماية الفرنسية بين 1912 و1930، بطابع معماري حديث وتخطيط عقلاني يشمل أحياء سكنية ومناطق إدارية وتجارية وحدائق نباتية مثل Jardins d’Essais، ما يعزز جمال المشهد الحضري ويظهر قدرة المدينة على دمج الماضي مع الحاضر.

أدرجت اليونسكو الرباط في قائمة التراث العالمي عام 2012 كمشهد حضري متميز، تقديرًا لقيمتها الثقافية والمعمارية، وتسعى السلطات المغربية للحفاظ على التراث وتطوير المدينة سياحيًا، ما يجذب الباحثين والزوار المهتمين بالإرث العربي والأوروبي، بينما تواجه المدينة تحديات مرتبطة بالرطوبة الساحلية وتأثيرات المناخ، ما يستدعي جهودًا مستمرة في الترميم والصيانة للحفاظ على المباني التاريخية.

تشير الدراسات إلى أن الرباط تجمع بين العمارة التقليدية والحداثة الأوروبية، ويعكس حي حبوس ديور جامع الطابع التقليدي في التخطيط الحديث، بينما تعكس البلدة الجديدة التخطيط الحضري المتقن كأحد أكبر المشاريع في إفريقيا، ويبرز التنوع الثقافي في المدينة تأثيرات الموحدين والإمارة المغاربية الأندلسية، ما يجعل الرباط نموذجًا للتوازن بين التراث الإسلامي والتأثيرات الأوروبية في القرن العشرين.

تسعى المدينة إلى تطوير السياحة والبنية التحتية لاستقطاب الزوار من داخل وخارج المغرب، مع التركيز على الحفاظ على هويتها الثقافية والمعمارية، ويدعو الخبراء إلى دعم دولي لضمان استدامة جهود الترميم والتوثيق، بما يحافظ على الإرث المعماري للمدينة ويضمن نقل تاريخها للأجيال القادمة، ويظل الموقع شاهدًا حيًا على اندماج التاريخ والحداثة في تناغم فريد.

تساهم الرباط في إبراز الهوية الثقافية للمغرب كمركز حضاري متنوع، وتتيح للباحثين والزوار التعرف على الإرث العربي والأوروبي والموحدي، بينما تظل المدينة رمزًا للتراث المشترك، يجمع بين التاريخ والحداثة ويؤكد على قدرة المدن التاريخية على التكيف مع متطلبات العصر الحديث دون فقدان قيمتها الثقافية والمعمارية.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار